جريدة عنب بلدي – العدد 21 – الأحد – 24-6-2012
بعد مضي شهرين على وصول بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا وازدياد وتيرة عنف النظام من خلال تصعيد عملياته العسكرية في كافة أرجاء البلاد مستخدمًا كافة أنواع الأسلحة بما فيها سلاح الجو، وصلت الأمور في سوريا إلى طريق مسدود ولم تعد تنفع معها خطة المبعوث الدولي كوفي عنان ولا وجود أفراد بعثة المراقبين الدوليين الذين لطالما أغمضوا أعينهم عن مراقبة الوضع في سوريا مجبرين في معظم الأحيان من قبل النظام الأسدي الذي قيّد حركتهم بل واستهدفتهم وبشكل مباشر نيران جنده وشبيحته ابتداءًا من درعا وانتهاءًا بدير الزور مرورًا باللاذقية وإدلب وحمص وريف دمشق.
ومع بلوغ الوضع ذروته، وقبيل انتهاء عمل المراقبين رسميًا بشهر واحد فقط، قرر روبرت مود تعليق عمل البعثة متذرعًا بتصاعد وتيرة العنف من «الطرفين» وبأن الوضع في سوريا بات يشكل خطرًا على أعضاء فريق المراقبين غير المسلحين وبذلك يوجه رسالةً واضحةً للعالم بأن المراقبين غير قادرين على حماية أنفسهم فكيف يتوقع منهم حمايةَ شعبٍ يتعرض لوحشية نظام لم يشهد لها التاريخ مثيلًا!!.
ويرى مراقبون أن تعليق المهمة ليس سوى تهرب من المسؤولية وغض للطرف عن جرائم الأسد! وليس من المستبعد على الإطلاق أن يكون للنظام يدٌ في ذلك. كيف لا، ومنذ وصول المراقبين إلى سوريا شهدنا كيف ازدادت وحشية النظام في قصف المدن ودك البيوت وإحراق المحاصيل ناهيك عن ازدياد وتيرة التفجيرات «الإرهابية» والمجازر الوحشية البشعة في الحولة والقبير والحفة، وهي غيض من فيض من الأمثلة عن المجازر الفظيعة الأخرى التي لم يتمكن وفد بعثة المراقبين من الوصول إليها إلا بعد فوات الأوان بسبب منع النظام لهم من التوجه إلى تلك المناطق أو دخولها بل وعمل على استهداف سياراتهم لبث الرعب في أوصالهم إلى أن وصل إلى النتيجة المرجوة… تعليق المهمة حتى إشعار آخر!!!
وصرح مود لاحقًا بأن اللجنة ستبقى على الأرض «شاهد ما شافش حاجة» وبأنها ستعود لممارسة عملها فور توقف العنف من «الطرفين».. وإلى اللحظة لم يتوقف عنف آلة القتل الأسدية البتة، بل على العكس من ذلك جاء تعليق المهمة مساعدًا للأسد وشبيحته لارتكاب المزيد من المجازر علّهم يقضون على الثورة «من جذورها»!! فالنظام لم يرتدع حين كان المراقبون فوق رأسه فكيف يرتدع وهم مكتوفو الأيدي ومغمضو أعينهم؟؟!! فمنذ لحظة إعلان تعليق المهمة ووحشية النظام وهمجيته في تزايد ملحوظٍ وكأن ثمة اتفاقًا مسبقًا بينهما للتغطية على جرائم النظام ومجازره.