انشقاق طيار وطائرة…
جريدة عنب بلدي – العدد 21 – الأحد – 24-6-2012
تصدر وسائل الإعلام بالأمس خبر انشقاق العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة عن الجيش الأسدي وهروبه بطائرة ميغ 21 التي كان يقودها إلى الأردن التي سارعت بدورها إلى منحه لجوءًا سياسيًا بعد هبوطه في المفرق الأردنية.
ومن شدة ذهول الحكومة السورية التي لم تدرك هول ما أصابها فبدأت كعادتها باختلاق الأكاذيب، وبالطبع كان تصريحها الأول بالنفي وأعلنت أن الطائرة هبطت هبوطًا اضطراريًا في الأردن لكنها اكتشفت أخيرًا وقع المصيبة فأعلنت وزارة الدفاع، ببالغ الذهول والدهشة، أن العقيد فارٌّ من الخدمة العسكرية واعتبرته خائنًا ويجب معاقبته بعد أن كان يقوم بمهمة تدريبية معتادة!!! ومن ثم بدأت مسلسل اتصالاتها مع الحكومة الأردنية لاستعادة الطائرة.. فعملية الانشقاق خلصت والطائرة بخير 🙂
وتحمل عملية الانشقاق هذه العديد من الدلالات والمؤشرات أولها أن المؤسسة العسكرية الأسدية في حالة انهيار من الداخل وكأنها قطعة خشب نخرها السوس من داخلها تنتظر أية هزة خفيفة كي تسقط وتنهار. ودلالة أخرى أن استخدام سلاح الجو لقصف المدن أثار حمية بعض الضباط في الجيش ومنهم العقيد الحمادة الذي رفض قصف أبناء وطنه بطائرته وفضل الفرار بها على قتل المدنيين ولو كلفه ذلك تدمير منزله أو أكثر من ذلك. وهي دعوة لأترابه ليحذوا حذوه لأن الفرار خارج سوريا بطائرة مقاتلة طريقة آمنة وفعالة جدًا. والمؤشر الأهم، أين رادارات الجيش التي لم تستطع رصد اختفاء الطائرة إلا بعد أن باتت في دولة أخرى!
ورغم أن حركة انشقاق هذه الطائرة كانت هي الأولى من نوعها، إلا أنها تزامنت مع أعداد واسعة من الانشقاقات كالتي حصلت في اللجاة بدرعا والتي أرسلت إليها القوات الأسدية طائرات حربية لقصفها ومنها هرب العقيد المنشق وطائرته إلى الأردن. وإعلان أربعة ضباط أخوة برتب رفيعة، عقيدين وعميدين من إدلب انشقاقهم عن الجيش الأسدي ناهيك عن الانشقاقات بالجملة التي تحصل في حمص وريفها جميعها دلالات واضحة على تصدع المؤسسة العسكرية وقرب انهيارها بعد أن استشرف كبار الضباط مصير الأسد أنه زائل لا محالة فقرروا الفرار بأنفسهم من المركب المتصدع الذي يغرق شيئًا فشيئًا..
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :