لا يكفي لوسائل الإعلام، التي تنقل الأحداث وتجري المقابلات وتحلل الأخبار، أن تتحرى الصحة والدقة في المعلومات، إذ تعتبر اللغة الصحيحة والأسلوب الجيد، عوامل مهمة في سلامة الفهم لدى الجمهور وقوة التأثير به.
وقد تسبب اللغة المستخدمة في الصحافة نتائج غير محسوبة، إن لم تكن سليمة وذات دلالات واضحة، فتكوّن انطباعات مغلوطة حول قضية ما، وتطلق أحكامًا غير دقيقة بحق أشخاص وجماعات، قد تسهم بإلحاق الضرر بالأفراد والمجتمعات، وتعزز الصور النمطية وترسخ المفاهيم المغلوطة.
وعلى ذلك يتحمل الإعلام العربي مسؤولية إضافية تجاه جمهوره، في تثقيفه وزيادة معارفه اللغوية، وفي تجنيبه استخدام ألفاظ ومصطلحات ذات معان ودلالات خاطئة، مستفيدًا من غزارة اللغة العربية بالمفردات والمترادفات، إضافة إلى بساطتها ووضوحها.
برنامج اللغة العربية للصحفيين
أجرت مؤسسة عنب بلدي لكوادرها، مطلع آذار الحالي، ورشة بعنوان “اللغة العربية للصحفيين”، قدمها المدرب المصري، حسام مصطفى، رئيس تحرير موقع “اكتب صح”، المتخصص باللغة العربية.
وتناول التدريب قواعد أساسية في اللغة العربية لا بد لكل صحفي من معرفتها، استخدم فيها المدرب أسلوب التعليم بالأنشطة والأمثلة الحية، وباستخدام الحيل اللغوية التي تساعد على الكتابة الصحيحة.
وشمل التدريب دروسًا في علامات الترقيم ودلالات كل منها، وبعض المهارات الإملائية والنحوية التي تسرّع أداء الصحفي في الكتابة، بما يتوافق مع سرعة الأحداث التي يعمل على تغطيتها، وبنفس الوقت بشكل صحيح.
كما تطرق المدرب إلى أساليب الاستفادة من التكنولوجيا لإنجاز جزء من مراجعات المحتوى المكتوب، ما يوفر الوقت على الصحفي، ويؤمّن وصول معلومة سريعة إلى الجمهور، فضلًا عن أساليب تقنية لتوفير فرصة أكبر للموضوعات الصحفية للظهور في محركات البحث، التي تدعم بدورها النصوص قليلة الأخطاء اللغوية.
ونصح مصطفى الصحفيين، في مقابلة له مع عنب بلدي على هامش الدورة، بالقراءة المتنوعة في الفنون والعلوم المختلفة، وعدم الاكتفاء بقراءة المقالات الصحفية والكتب المتخصصة بالمهنة، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التوازن في اختيار الكتب بين حديثة وأخرى قديمة.
وقدم مصطفى عددًا من أسماء المواقع المجانية، والمراجع اللغوية، وأسماء الكتاب والمؤلفين الذين ينصح بالاستفادة منهم، نشرها موقع عنب بلدي في فيديوهات مصورة عبر “يوتيوب”.
كما دعا المدرب المؤسسات الصحفية إلى ضرورة توفير دورات تعليمية لصحفييها، مشيرًا إلى أهمية مراجعة الأساسيات اللغوية حتى بالنسبة لكبار الصحفيين.
–