نفى “حزب الله” اللبناني تصريحات أمينه العام، حسن نصر الله، التي اعتبر فيها أن “مكانة ولاية الفقيه في إيران مقدمة بالنسبة له على الدستور اللبناني”.
وقال الحزب في بيان له أمس، الثلاثاء 13 من آذار، إن “العلاقات الإعلامية تنفي ما نشره الموقع الإيراني من كلام منسوب للسيد نصر الله خلال لقاء مزعوم مع الجالية الإيرانية في لبنان، وتؤكد أن ما ورد عار من الصحة جملة وتفصيلًا”.
وكان موقع “فردا نيوز” الإيراني نشر خبرًا لمراسله في بيروت، قال فيه إن نصر الله أكد خلال لقاء مع الجالية الإيرانية أن “مكانة ولاية الفقيه فوق الدستور اللبناني، وأن تنفيذ أوامره واجب إجباري”.
كما أشار الموقع إلى أن نصر الله أوضح أن الحزب ولد مع الثورة الإيرانية (1979) وهو أهم تجربة لـ “ولاية الفقيه” خارج إيران.
“ولاية الفقيه” هي مصطلح فقهي قديم لدى الطائفة الشيعية، والمراد بالفقيه الرجل العالم بالمعارف الإسلامية، وينوب الولي الفقيه عن “الإمام الغائب المهدي المنتظر في قيادة الأمة”.
ويعتبر “روح الله الخميني” أول من تقلد منصب “ولاية الفقيه” في إيران بعد انتصار “الثورة الإسلامية” في 1979، قبل أن يتسلم علي خامنئي المنصب في 1989 حتى الآن.
وحول الشأن السوري نقل الموقع عن نصر الله قوله إن “قتال حزب الله هناك هو من أجل التشيع وليس رئيس النظام (بشار الأسد)”.
ولاقت تصريحات أمين الحزب استياءً من الأوساط السياسية اللبنانية، الأمر الذي دفع الموقع لحذف الخبر.
وقال الموقع، الذي يعتبر من أهم المواقع الإخبارية والتحليلية الإيرانية ويتبع لتيار المحافظين، إنه “لسوء الحظ، فإن الخبر يفتقر لمصدر موثوق، والخطأ كان من مراسلنا، ويعتذر الموقع من الجمهور”.
وعقب نفي الحزب، نشر ناشطون تسجيلات سابقة يظهر بها نصر الله في أثناء تحدثه عن “ولاية الفقيه”، ويتمنى أن يكون لبنان جزءًا لا يتجزأ منها.
ويقول نصر الله في أحد التسجيلات إن “مشروع الحزب هو مشروع الدولة الإسلامية، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة فحسب، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها الولي الفقيه الخميني”.
ويقاتل الحزب إلى جانب النظام السوري، ويعتبر ذلك دفاعًا عن المقدسات الشيعية، في حين تتهم المعارضة إيران بمحاولتها بسط نفوذها من أجل تنفيذ حلمها “الهلال الشيعي” الذي يربط طهران ببيروت عبر بغداد ودمشق.
وكان تقرير صادر عن “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الأمريكية، قال إن الحزب يتلقى ما بين 700 إلى 800 مليون دولار سنويًا من إيران لتمويل أعماله.
–