تستمر الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية في يومها الـ 22، وسط الحديث عن مفاوضات تقوم بها روسيا مع فصائل المعارضة العسكرية، وترافقها مفاوضات فردية من قبل لجان مدنية.
وذكرت قناة “روسيا اليوم” اليوم، الاثنين 12 من آذار، أن العسكريين الروس من “مركز المصالحة” في سوريا لا يزالون يخوضون مفاوضات مع فصائل الغوطة، بغية تنسيق خروجها من المنطقة.
ونقلت عن المتحدث باسم “مركز المصالحة”، اللواء فلاديمير زولوتوخين، أن ممثلي المركز عقدوا لقاء جديدًا مع قيادة فصيل “فيلق الرحمن”، وطلبوا من عناصره النأي بالنفس عن مقاتلي “جبهة النصرة” (المنضوية في هيئة تحرير الشام).
وقال المسؤول الروسي إن الطرفين بحثا أثناء اللقاء تنظيم عملية انسحاب مقاتلي “النصرة” من الغوطة بشكل عاجل ومستقبل عناصر “فيلق الرحمن”.
وكانت فصائل الغوطة أعلنت رفضها الدخول في أي مفاوضات، ونفت التفاوض بشكل رسمي.
وفي تسجيل مصور نشر، الجمعة الماضي، أكد القائد العام لفصيل “فيلق الرحمن”، عبد الناصر شمير، البقاء في الغوطة الشرقية واستمرار القتال ضد قوات الأسد، وهدد الشخصيات التي تسعى وراء المصالحات في المنطقة.
وبحسب المسؤول الروسي عقد عسكريو المركز الروسي بوساطة أممية، لقاء مع فصيل “جيش الإسلام”، بهدف التوصل إلى اتفاق على خروج دفعة ثانية من مقاتليه من الغوطة.
وأشار المسؤول إلى أن “مركز المصالحة” يجري مفاوضات مع سلطات عدد من قرى وبلدات الغوطة بغية تقديم المساعدات إلى المدنيين، وضمان إخراجهم الآمن عبر الممر الإنساني في مخيم الوافدين.
بدوره، قال الناطق باسم “فيلق الرحمن”، وائل علوان، إنه لا توجد أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع “العدوان الروسي” أو حلفائه، ولا يوجد أي تكليف يسمح لأحد بالتفاوض عن مقاتلي الغوطة ومؤسساتها و”الجيش الحر” فيها.
وأضاف في حديث لعنب بلدي أن وزارة الدفاع الروسية وقاعدة حميميم وإعلام النظام السوري يعمدون إلى نشر المغالطات والأكاذيب والشائعات للتأثير داخليًا وخارجيًا على “معنويات الثوار”، مؤكدًا عدم وجود أي اتصال أو مفاوضات مع الروس أو حلفائهم.
وكانت لجان أهلية خرجت، الجمعة الماضي، لمفاوضة النظام بهدف إيقاف القصف وتحييد المدنيين.
وقالت مصادر مطلعة من الغوطة الشرقية لعنب بلدي، أمس الأحد، إن المفاوضات انتهت بسلسة من الشروط طرحها النظام على الأهالي، من بينها تسوية أوضاع الراغبين بالبقاء وعدم خروج المدنيين منها، وإلقاء السلاح للمكلفين بخدمة الجيش مع ضمان عدم الملاحقة “القانونية”، على أن يكمل المتخلفون خدمتهم العسكرية في “الفيلق الخامس”.
ويخرج الأهالي والشباب غير الراغبين بتسوية أوضاعهم إلى مناطق لم تحدد بعد، ولكن المرجح أن تكون إلى الشمال السوري.
وبالتزامن مع هذه المفاوضات، تشن قوات الأسد قصفًا جويًا ومدفعيًا على مدن الغوطة الشرقية ما أدى إلى مقتل أكثر من 900 مدني في أقل من شهر.
وتمكنت قوات الأسد أمس من قسم الغوطة إلى شطرين جنوبي وشمالي، وحاصرت فصيل “جيش الإسلام” في مدينة دوما بشكل كامل بعد السيطرة على بلدة مديرا، والتقاء العناصر من محور مسرابا مع القوات الموجودة في إدارة المركبات في حرستا.
–