الجهل يهدد أطفال نازحي ريفي إدلب وحماة
عنب بلدي – إياد أبو الجواد
أسهم تسرب أطفال النازحين في قرى وبلدات ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وعدم متابعة تعليمهم إلى تفشي ظاهرة الجهل والأمية بينهم.
وتعرضت قرى وبلدات المنطقة، خلال السنوات الماضية، إلى قصف مستمر من قبل طيران النظام السوري والروسي، وزاد القصف، أواخر العام الماضي، في أثناء حملة قوات الأسد على المنطقة، ما أدى إلى دمار عدد من المدارس وزيادة حالات النزوح.
ومن بين حالات كثيرة، قال أحمد الأكرم، النازح من سهل الغاب إلى ريف إدلب الجنوبي، لعنب بلدي، إن أولاده البالغ عددهم تسعة هجروا التعليم بسبب النزوح المستمر، في حين أكد زكريا الخالد، أب لسبعة أطفال، أن أحد أولاده يبلغ من العمر ستة عشر عامًا ولا يجيد القراءة أو الكتابة.
انقطاع الطلاب قبل وصولهم إلى مراحل متقدمة
أسباب كثيرة لتفشي الجهل ذكرها مدير “تربية حماة الحرة”، أحمد هكوش، لعنب بلدي، منها انقطاع الطلاب عن التعليم قبل وصولهم إلى مراحل متقدمة، بسبب النزوح المستمر وعدم الاستقرار واضطرار بعض الأطفال للعمل من أجل مساعدة عائلاتهم، نتيجة غياب معيل الأسرة جراء وفاة أو اعتقال أو إعاقة.
كما لعب الدور في انتشار الظاهرة غياب الرقابة على المدارس، التي ما زالت تحت إشراف النظام في المنطقة (تخضع لمنهاج النظام باستثناء مادة القومية، ومعلموها يقبضون رواتبهم من تربية النظام)، وتدني مستوى التعليم فيها، وغياب أصحاب الكفاءات العلمية، وانعدام الدعم وعدم توفر رواتب ثابتة، الأمر الذي دفع المديرية، في كانون الأول الماضي، إلى إطلاق نداء استغاثة حذرت فيه من توقف عملية التعليم، وتسرب نحو 13 ألف طفل من مدارسها.
من جهته لم يخف مشرف مدارس منظمة “مجد الشام الخيرية”، عبد الباسط اليونس، تأثير النزوح وغياب الكفاءات والأحوال المادية للنازحين على تسرب الطلاب، مضيفًا إلى ذلك غياب الوعي لدى أهالي الطلاب و”التركيز على الحاجيات الأساسية المادية على حساب العلم”.
اليونس أوضح لعنب بلدي أن تفشي الجهل سيترك آثارًا سلبية ستظهر خلال السنوات المقبلة، إذ “سيكون الجيل الحالي مدمرًا فكريًا وفريسة للأفكار السوداوية والمتطرفة والمنحرفة”، إلى جانب المشاكل الاجتماعية والعائلية.
في حين أكد هكوش أن الجهل سيؤدي إلى انتشار نسبة الأميين والبطالة وكثرة العمالة وقلة الخبرات، إلى جانب تراجع الوعي الاجتماعي وتفشي العادات السيئة في المجتمع.
دعم معنوي وتوعوي لمكافحة الجهل
وعملت بعض المؤسسات في المنطقة على إقامة حملات لتسليط الضوء على أبرز الحلول التي يمكن اتخاذها من أجل تفادي الظاهرة، ومنها مؤسسة “شباب التغيير” التي نظمت حملة “أنا المستقبل”، في كانون الأول الماضي، من أجل توعية وإعادة المتسربين من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى مدارسهم.
هكوش اعتبر أن الحل في القضاء على ظاهرة الجهل وجود رقابة على المدارس، وتأمين رواتب معلمي مدارس “التربية الحرة”، وتأمين سبل عيش للأيتام وأبناء المعتقلين والمرضى والجرحى لمنعهم من العمل، إضافة إلى نشر حملات توعية من الجهات كافة لمعالجة الظاهرة.
أما أبرز الحلول، بحسب اليونس، فيكمن في دعم التعليم والمعلم في المدارس، والحفاظ على الكفاءات، إضافة إلى الحفاظ على المدارس المتبقية وترميم المدمرة منها، وبناء مدارس أخرى في المناطق المؤهولة بالسكان وتأمين الكتب والقرطاسية للطلاب لتخفيف عبء المصاريف على الأهالي.
كما ركز على أهمية الدعم المعنوي والتوعوي لمكافحة الظاهرة، عبر إقامة ندوات وحوارات على مستوى عال لمناقشة قضية الجهل ووضع الحلول المناسبة، وضرورة التواصل مع أولياء الطلاب عبر المجالس المحلية لتوعيتهم بمخاطر الجهل في المراحل المقبلة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :