“الجيش الحر” يستعد لدخول مركز عفرين

  • 2018/03/11
  • 1:11 ص

عناصر من الجيش الحر بعد السيطرة على قرية قسطل في ريف عفرين - 30 كانون الثاني 2018 (رويترز)

عنب بلدي – خاص

شهدت الخارطة العسكرية في منطقة عفرين، شمالي حلب، متغيرات كبيرة، بعد مرور50 يومًا من عملية “غصن الزيتون”، وصبّت بمعظمها في صالح فصائل “الجيش الحر” المدعومة من تركيا، التي غدت على مشارف المركز وتستعد للسيطرة عليه، وبالتالي كسر شوكة “وحدات حماية الشعب” (الكردية) في معقلها الأبرز غربي سوريا.

وتركز العمل العسكري في الأيام الماضية على جميع المحاور، وشهدت جبهات “الوحدات” انسحابًا كبيرًا وخاصة على المحورين الشرقي والغربي، إذ سيطرت الفصائل على ناحية جنديرس “الاستراتيجية” بالكامل، وتوغلت على محور ناحية شران وصولًا إلى مسافة أقل من كيلو متر واحد عن مركز المنطقة، لتضع في رصيدها العسكري خمس نواح تعتبر “الخط الدفاعي” الرئيسي.

مصادر عسكرية من “الجيش الحر” قالت لعنب بلدي، إن العمليات تتجه حاليًا لمحاصرة مركز عفرين بشكل كامل، مشيرةً إلى “عمل جدي وقوي للوصول إلى المركز”.

وأوضحت أن الخطة الحالية تتمثل بقسم مناطق سيطرة “الوحدات” إلى قسمين، شمالي وجنوبي، عن طريق وصل محوري شران وجنديرس ببعضهما، كخطوة لإجبار القوات الكردية على سحب قواتها من القرى العربية المحاذية لمناطق “درع الفرات”، بينها تل رفعت ومن ناحية المعبطلي والقرى المحيطة بها في العمق.

لماذا تقدمت الفصائل

بحسب خريطة السيطرة الميدانية، يتركز تقدم الفصائل على جميع المحاور، لكن أبرزها محورا شران وجنديرس، اللذان يعول عليهما بشكل كبير كونهما البوابتين الشرقية والغربية لمركز منطقة عفرين.

ووصل “الجيش الحر” حتى السبت 10 من آذار الحالي، إلى قرية خربة خالدية في الجهة الجنوبية الشرقية من مركز عفرين بعد السيطرة على كل من قرى: مريمين، آناب، شوارغة الجوز، معردسة الخطيب، محاولًا الوصول إلى قواته المتقدمة من محور جنديرس، والتي دخلت قريتي كفرزيتا وطلف، وبالتالي غدت المسافة التي تفصل بين المحورين أقل من عشرة كيلو مترات.

وكنقطة فارقة على محور شران سيطرت الفصائل على جبل سليمان شاه ومنطقة قره تبه وقيبار، وبالتالي أسقطت كامل الخطوط الدفاعية للجهة الشرقية والشمالية لمركز عفرين، وأصبح مقاتلو “غصن الزيتون” على بعد كيلو متر واحد من المركز.

في حديث مع القيادي العسكري في “الجيش الحر”، المقدم عبد المنعم النعسان أوضح أن أبرز أسباب التقدم الكبير هي انهيار الخط الأمامي لـ “الوحدات” بالسيطرة على الشريط الحدودي ومراكز النواحي، وتبع الأمر طبيعة جغرافية سهلة قياسًا بالمناطق الحدودية.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان للظروف الجوية دور كبير، وقال النعسان إنها اختلفت في الأيام الأولى من “غصن الزيتون” عن الوضع الحالي، مضيفًا إلى الأسباب، “الانهيار المعنوي لمقاتلي الوحدات، وإحساسهم بقرب النهاية”.

وتتمثل المرحلة الحالية بعد الوصول إلى مشارف مركز عفرين، بحسب القيادي، بتثبيت الدفاعات والقيام بالرصد العسكري، وتأمين كافة القرى المحيطة بالمركز، لتنتقل المعارك بعد ذلك إلى التوغل في عمقه.

تخبط من طرف “قسد”

على الجانب الآخر، لم تعترف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بالانسحاب من المناطق التي أعلن “الجيش الحر” السيطرة عليها، وتركزت تصريحاتها بأخبار القصف الجوي والمدفعي على الأحياء السكنية في كل من جنديرس وراجو ومركز المدينة.

بينما أعلنت في السادس من الشهر الحالي إرسال 1700 عنصر من قواتها من المناطق الشرقية التي تسيطر عليها إلى عفرين لصد تقدم الجيشين التركي و”الحر”، لكن الأمر لم يؤكد بشكل رسمي، وبقي كحديث نقلته وكالة “رويترز” على لسان أحد القياديين.

وعقب الإعلان، قالت أمريكا إن لديها علمًا بمغادرة المقاتلين الكرد من منطقة وادي الفرات الأوسط، وتُقدّر التكاليف “المحتملة” التي من الممكن أن تدفعها من وراء أي “انحراف” عن هزيمة تنظيم “الدولة”، الذي حققت في الفترة الأخيرة انتصارات باحتوائه ودحره في تلك المنطقة.

وتعتبر “الوحدات” العمود الفقري لـ “قسد”، لكن أنقرة تعتبرها منظمة “إرهابية”، وتخشى أن يقيم الكرد منطقة تتمتع بالحكم الذاتي على حدودها.

خريطة السيطرة العسكرية في عفرين شمالي حلب – 3 آذار 2018 (Liveuamap)

أبرز المواقع الاستراتيجية التي سيطر عليها “الجيش الحر”

بلدة راجو (مركز الناحية)

تقع بلدة راجو على قمة جبل ارتفاعه 585 مترًا، وتنحدر نحو الغرب باتجاه سهل باليا، وسيطرت عليها الفصائل في 3 من آذار الحالي.

تبعد عن مدينة عفرين 25 كيلو مترًا باتجاه الشمال الغربي، وهي إحدى المناطق القديمة في المنطقة، ويوجد فيها محطة للقطار يمر بها الخط الحديدي راجو- ميدان أكبس.

تبلغ مساحتها 352 كيلو مترًا مربعًا، وتتبعها حاليًا 45 قرية و20 مزرعة تندرج ضمن ناحية راجو.

يحدها من الغرب والشمال الحدود التركية، ومن الشرق ناحية بلبل، بينما تتموضع في جهتها الجنوبية ناحيتا شيح حديد ومنطقة معبطلي.

شيخ الحديد (صلة الوصل)

بحسب خريطة السيطرة الميدانية، تتبع لناحية شيخ الحديد 18 منطقة بين قرية وبلدة ومركز إداري.

ويحدها من الغرب تركيا ومن الشرق ناحية معبطلي ومن الشمال ناحية راجو ومن الجنوب ناحية جنديرس.

سيطرت عليها الفصائل العسكرية في 4 من آذار الحالي، وأمنت من خلالها الطريق الواصل بين ناحية راجو في الشمال وجنديرس في الجنوبي الغربي.

سيطرة أولى في بلبل

سيطر عليها “الجيش الحر” في 2 من شباط الماضي، وذلك ضمن عمل عسكري أمن فيه الحدود الشمالية لعفرين مع تركيا.

تتألف ناحية بلبل من 48 تقسيمًا إداريًا وتجمعًا سكنيًا، مركزها بلدة بلبل.

يحدها من الشرق ناحية شران ومن الغرب ناحية راجو ومن الجنوب ناحية معبطلي، أما من الشمال فالحدود التركية.

تبعد بلبل عن مدينة عفرين نحو 50 كيلو مترًا، وعن حلب حوالي 90 كيلو مترًا بالاتجاه الشمالي الغربي، ويقع موقع النبي هوري على جهتها الشرقية بنحو 12 كيلو مترًا وهو موقع أثري كبير ومهم، ومكان سياحي جميل على ضفاف نهري عفرين وصابون.

شران البوابة الشرقية

تضم ناحية شران 44 تقسيمًا إداريًا لتجمعات سكنية، مركزها بلدة شران.

يحدها من الشرق مدينة اعزاز، ومن الجنوب مركز عفرين، ومن الغرب ناحيتا معبطلي وبلبل، ومن الشمال الحدود التركية.

تبلغ مساحتها 331.35 كيلو مترًا مربعًا، وتبعد عن مدينة عفرين 13 كيلو مترًا باتجاه الشمال الشرقي.

تتوفر فيها، بحسب ناشطين، مدرسة ابتدائية وإعدادية ومدرسة ثانوية، وفيها جامع قديم ومركز للبريد والهاتف ومركز صحي وشعبة التجنيد وفرقة حزبية ومخفر للشرطة.

سيطرت عليها الفصائل العسكرية في 6 من آذار الحالي، وتعتبر البوابة الشرقية لمدينة عفرين وبسقوطها يصبح الطريق مفتوحًا أمام “الجيش الحر” باتجاه عفرين.

وتكمن أهميتها في وجود معسكر كفرجنة “الاستراتيجي” فيها، والذي يعتبر من أكبر التجمعات العسكرية لـ “الوحدات” في المنطقة.

جنديرس (البوابة الغربية)

سيطرت فصائل “الجيش الحر” عليها في 8 من آذار الحالي، وتعتبر ثاني أكبر ناحية في منطقة عفرين.

تكمن أهميتها الاستراتيجية في أنها تشكل عقدة الطريق الرئيسي بين ريف إدلب الشمالي من جهة أطمة الحدودية مع تركيا، ومنطقة عفرين.

وبحسب ما قالت مصادر عسكرية لعنب بلدي، تعتبر المنطقة الفاصلة بين جنديرس وعفرين سهلية قياسًا بباقي المناطق، وتعتبر بوابة إلى مدينة عفرين من الجهة الغربية الجنوبية.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا