جامعة افتراضية تقدم 100 منحة دراسية لطلاب ريف حمص الشمالي

  • 2018/03/11
  • 1:03 ص

دروس مادة العملي في كلية هندسة الطاقة المتجددة بمنطقة سهل الحولة المحاصر شمالي حمص - 9 آذار 2018 (عنب بلدي)

حمص – مهند البكور

يلجأ الطلاب في المناطق المحاصرة داخل سوريا إلى التعليم الافتراضي، لتعذر الخروج والالتحاق بكليات جامعية أو معاهد في مناطق سيطرة المعارضة أو النظام، الأمر الذي يشكل “أملًا بسيطًا” من شأنه تخفيف ضرر قد يحل على الشباب في حال الابتعاد عن التعليم الجامعي بشكل كامل.

على مدار سنوات الثورة الماضية برزت أسماء عدة لجامعات افتراضية، بينها جامعة “أجيال وتكنولوجيا” في ريف حمص الشمالي، والتي قدمت 100 منحة دراسية مؤخرًا لطلاب المنطقة، ضمن سلسلة ميزات دراسية تطرحها بين الفترة والأخرى.

وفي حديث لعنب بلدي، قال المسؤول عن “كلية الطاقة المتجددة” في الجامعة، سامر الدياب، إن إقبالًا كبيرًا من الطلاب شهدته الكلية عقب المنح المقدمة، معربًا عن أمله بتقديم جامعته المزيد منها.

القسط يبدأ من 500 دولار

وصل القسط السنوي في كلية هندسة الطاقة المتجددة قبل الثورة السورية إلى حوالي 1000 دولار أمريكي، كباقي الجامعات الإلكترونية، بحسب عميد الكلية أحمد جمعة، الذي قال لعنب بلدي إن الأمر يختلف بين حالات السلم والمعارك.

لكن مع بداية الثورة تم تعديل السياسة المالية في الجامعة لجميع الطلاب السوريين في الداخل ودول الجوار، وأصبح القسط السنوي 500 دولار أمريكي، لينخفض في العام الدراسي الحالي إلى 250 دولارًا، لطلاب كل المناطق المحررة في سوريا.

وقدمت الجامعة 100 منحة دراسية شبه مجانية، رسم التسجيل فيها 100 دولار أمريكي، ويعتبر ذلك مبلغًا بسيطًا، بحسب جمعة.

وأوضح أن الجامعة تهدف إلى أن تصبح عامة وليست خاصة، ويرغب القائمون عليها بالوصول إلى تعليم مجاني لكسر الحصار واحتكار التعليم الذي تفرضه الجامعات التي يسيطر عليها النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته.

تأسست جامعة أجيال وتكنولوجيا (G T U) عام 1995، ومقرها الرئيسي في بريطانيا ولها فرع في الولايات المتحدة الأمريكية وتصدر الشهادات من كلا الفرعين وتصادق الجهات المختصة في كلتا الدولتين على الوثائق والشهادات الصادرة من الجامعة حسب الأصول، وهي من مؤسسات التعليم العالي الجديدة وسريعة النمو والتي تعتمد اللغة الإنكليزية والفرنسية إضافة إلى العربية في التدريس.

الشهادة تحتاج إلى “معادلة”

طلاب كثر تحدثوا عن معضلة الاعتراف بشهادة الجامعة، ولا سيما مع رواج طرق التعليم الإلكتروني وانتشارها بشكل واسع.

وقال جمعة إن جميع شهادات الجامعات في أي دولة من العالم، سواء كانت حكومية أم خاصة، غير معترف بها خارج نطاق السيادة الوطنية، أي خارج حدود الأراضي التي تحكمها وتسيطر عليها الدولة.

وعلى هذا لا بد لحامل أي شهادة من أي جهة أن يقدمها للجنة المعادلة للاعتراف بها، مشيرًا إلى أن شهادة جامعة “أجيال وتكنولوجيا” معترف بها في كل دول العالم، بعد أن يقدم الطالب شهادته إلى لجنة معادلة الشهادات شأنها شأن جامعة دمشق و”هارفرد” و”أوكسفورد”.

أحمد سلامة، أحد طلاب “هندسة الطاقة”، قال “من الجيد إتاحة التعليم في هذه الجامعات في المناطق المحاصرة، إذ تعيد الكثير من الشبان الذين حملوا السلاح في السنوات الماضية من جهة، ولا يمكن الخوف من انقطاع التعليم فيها مرة أخرى كونها عبر الإنترنت من جهة أخرى”.

وتضم الجامعة عددًا من الاختصاصات، ويدرس الشاب عمار سعيد في قسم الحقوق فيها، وأوضح لعنب بلدي أن أمر الاعتراف هو العائق الوحيد أمام الطلاب في المستقبل، رغم التطمينات بقبول الشهادة الصادرة عنها.

اتحاد طلابي للتنسيق

إلى ذلك شكل عدد من الشباب في شمالي حمص اتحادًا لهم يسعى لرعاية الطلاب الذين فقدوا حق التعليم، ويعمل على التواصل مع الجامعات والمعاهد في الداخل السوري والخارج لتأمين فرص دراسة جديدة.

ويهدف الاتحاد إلى تأمين حصول الطلاب على وثيقة جامعية معترف بها داخليًا وخارجيًا، ويبلغ عدد الطلاب المنتسبين له أربعة آلاف طالب وطالبة.

وكانت جامعة “أجيال وتكنولوجيا” قدمت 100 منحة دراسية بالتعاون مع اتحاد طلاب حمص وريفها في 24 من كانون الأول 2017 الماضي، إلى جانب 20 منحة دراسية مجانية جديدة لمناطق حمص في 8 من شباط الماضي.

بينما قدمت “الجامعة السورية الافتراضية الحرة”، المسجلة في تركيا، 65 منحة دراسية مجانية بشكل كامل لاتحاد طلاب حمص وريفها في الكليات النظرية ( كلية التربية والحقوق والاقتصاد والعلوم والسياسة)، أواخر 2017 الماضي.

مقالات متعلقة

تعليم

المزيد من تعليم