“ثلاثة جيوب” في الغوطة تسابق التحرك الدولي

  • 2018/03/11
  • 12:54 ص

عناصر من قوات الأسد ضمن معارك الغوطة الشرقية - 9 آذار 2018 (وسيم عيسى)

عنب بلدي – خاص

تقترب قوات الأسد من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة جيوب، لتتعامل وتفرض خياراتها على كل جيب على حدة.

ومنذ 19 من شباط الماضي، تمكنت قوات الأسد من السيطرة على مساحات تقدر بنحو نصف مساحة الغوطة قبل هذا التاريخ، ووصلت إلى بلدة مسرابا وسط الغوطة.

وتقدمت القوات المدعومة روسيًا في البساتين الفاصلة بين مدينتي حرستا ودوما، الأمر الذي أكده المتحدث باسم “حركة أحرار الشام الإسلامية” في الغوطة، منذر فارس.

خريطة السيطرة العسكرية في الغوطة الشرقية شرق دمشق – 3 آذار 2018 (Liveuamap)

وقال فارس لعنب بلدي إن الفرقة الرابعة توغلت من جهة البساتين، مشيرًا إلى أن مقاتلي المعارضة يعملون على هجمات لصد تقدمها، إذ تحاول قوات الأسد والميليشيات المساندة لها فصل مدينة حرستا عن مدينة دوما، التي يسيطر عليها فصيل “جيش الإسلام”، ومدن وبلدات القطاع الأوسط، التي يسيطر عليها “فيلق الرحمن”.

وبحسب ما توضحه الخريطة الميدانية للمنطقة باتت القوات قريبة من تحقيق هدفها بفصل المنطقة إلى ثلاثة جيوب، بنقطة التقائها المتوقعة في إدارة المركبات.

مبادرات فردية للتفاوض

خرجت لجان محلية من الغوطة الشرقية في الأيام السابقة لمفاوضة ممثلين عن النظام بهدف تحييد مناطق المدنيين عن القصف.

وذكرت مصادر مطلعة لعنب بلدي أن لجانًا تفاوض النظام (كل منها على حدة) من بلدات مديرا وبيت سوا.

وأوضحت المصادر أن لجنة شكلت من أهالي كفربطنا كلفت بعقد مفاوضات مع قوات الأسد لتحييد المنطقة عن القصف، الذي أوقع ما يزيد على 800 مدني، بحسب أرقام منظمات حقوقية محلية ودولية على رأسها “أطباء بلا حدود” التي تدير عدة مستشفيات في الغوطة.

ولا تعلن الفصائل المسلحة رسميًا عن أي مفاوضات مع النظام السوري أو روسيا، إلا أن “جيش الإسلام” أخرج 13 مقاتلًا من “هيئة تحرير الشام” إلى محافظة إدلب.

وتبرر روسيا استمرار حملتها على الغوطة الشرقية بوجود مقاتلي “تحرير الشام” التي تصنفها على أنها “إرهابية”.

وأكد مراسل عنب بلدي في ريف إدلب أن العناصر وصلوا إلى قلعة المضيق، بعد تصويرهم من قبل التلفزيون الرسمي في دمشق.

“جيش الإسلام” أوضح في بيان بعد خروج المقاتلين التزامه بما أعلنه، في 23 من شباط الماضي، حول إخراج مقاتلي “تحرير الشام” من الغوطة الشرقية.

وقال في بيانه إنه أبلغ الأمم المتحدة ومجلس الأمن بخروج العناصر الذين كانوا أسرى لديه.

خطة الروس في الغوطة

صحيفة “الشرق الأوسط” أوردت، الجمعة 9 من آذار، ما قالت إنها خطة روسية تقوم بتطبيقها حاليًا بالمنطقة، نقلًا عن مسؤوليين غربيين.

الخطة تقضي بتقسيم شرق دمشق إلى شطرين، شمالي وجنوبي، على أن يضم الشطر الشمالي منطقة “تخفيف التوتر” مع فصيل “جيش الإسلام” بوساطة القاهرة وضمانة موسكو.

في الوقت ذاته يجري عزل الشطر الجنوبي الذي يضم “فيلق الرحمن” و”حركة أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام”، مع تكثيف القصف والعمليات العسكرية لإخراج “جبهة النصرة” (منضوية في تحرير الشام حاليًا) أو تكرار “نموذج حلب”.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله إن الخطة قضت بتقدم قوات العميد سهيل الحسن، المعروف بـ “النمر”، من الطرف الشرقي في النشابية وأوتايا على أن تلتقي مع قوات من “الفرقة الرابعة” التي بدأت عملياتها العسكرية من طرف حرستا وإدارة المركبات.

ولكن انهيار الجبهة الشرقية للغوطة بشكل مفاجئ سرع المهمة عكس المتوقع.

تحرك دولي بطيء

دخلت قافلة إغاثية تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المنطقة المحاصرة، الجمعة، لتسليم المساعدات للمنطقة، ونقلت وكالة “رويترز” عن المنظمة أن هناك مؤشرات إيجابية تدل على احتمال دخول قافلة أكبر الأسبوع المقبل.

وأعربت الأمم المتحدة على لسان منسق شؤونها الإنسانية، علي الزعتري، عن أملها بوصول القافلة دون تفتيش للمركبات، بعدما استبعدت حواجز النظام 70% من الإمدادات الطبية في القافلة التي دخلت، الأحد 4 من آذار الماضي، واضطرت للخروج بعد استمرار الضغوط من قبل روسيا والنظام اللذين استمرا في العمليات العسكرية.

وتجاهل النظام السوري التحذيرات الدولية من قبل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بشن ضربات في حال ثبوت استخدام السلاح الكيماوي، فاستهدفت منطقة حمورية مرتين خلال الأسبوع الماضي بغاز يعتقد أنه الكلور السام.

وأدت الهجمتان إلى ما يزيد على 200 حالة اختناق، بحسب ما قالت مصادر طبية لعنب بلدي.

في المقابل، تحدثت وسائل إعلام موالية للنظام عن فتح معبرين جديدين لخروج المدنيين من المنطقة الأول من جهة جسرين جنوبًا والثاني من حرستا بالقرب من “وحدة ري ريف دمشق”، إضافةً إلى معبر مخيم الوافدين الذي فتحته روسيا مع بداية الحملة.

إلا أن المدنيين لم يعبروا هذه الممرات، لعدة أسباب أبرزها غياب الثقة بالقوة المهاجمة واحتجاز مدنيين في مخيم الوافدين قرروا المغادرة.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت مقتل ما لا يقل عن 425 مدنيًا بالغوطة الشرقية بعد 13 يومًا من صدور قرار مجلس الأمن 2401 الذي يدعو إلى هدنة فورية في سوريا لـ 30 يومًا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا