عنب بلدي – خاص
يُتوقع أن يشهد الجنوب السوري تطورات عسكرية خلال الأيام المقبلة، في ظل تجهيزات من قبل فصائل معارضة، وتعزيزات أمريكية في قاعدة “التنف”، على الحدود المشتركة بين سوريا والأردن والعراق، تحدثت عنها وسائل الإعلام، ما ينبئ بإمكانية فتح معارك قد تشعل المنطقة.
وتحدثت مصادر عسكرية من درعا لعنب بلدي، السبت 10 من آذار، عن تجهيز الفصائل لعمل عسكري، مشيرةً إلى أن الأمر “جاء بعد أن أصبح الجميع على قناعة مطلقة بالحاجة لتحرك يغير موازين القوى ويعيد ترتيب أوراق المنطقة”، وخاصة مع تقدم قوات الأسد في الغوطة، وتوقع تحرك النظام بعدها نحو درعا.
معارك الأوتوستراد
يخضع نحو 50% من مدينة درعا لسيطرة المعارضة، وكانت أحكمت سيطرتها على حي المنشية بمعظمه، لتنتقل المعارك إلى أطراف حي سجنة المجاور، خلال الأشهر التي سبقت اتفاق “تخفيف التوتر”، تموز 2017. |
يتركز العمل المرتقب على مناطق مختلفة من أوتوستراد درعا- دمشق، وفق مصادر عسكرية مطلعة على ترتيباته، إلا أنه لم تصدر أي تفاصيل عنه بشكل رسمي.
وتسعى الفصائل لحصار النظام في مدينة درعا، سعيًا للتقدم نحو بلدة خربة غزالة، الواقعة تحت سيطرة النظام، ثم وصلها مع داعل والريف الغربي للمحافظة، وسط استعدادات للنظام الذي بدأت منذ السبت 10 من آذار، بتعزيز نقاطه الحدودية مع المعارضة داخل المدينة، وتحديدًا في أحياء: شمال الخط، السحاري، المطار، الكاشف، السبيل، القصور.
محاور العمل العسكري تمتد على طول أوتوستراد درعا- دمشق، من منطقة اللجاة باتجاه “الوردات” على أطراف بلدة محجة، من الجهة المقابلة للأوتوستراد، إضافة إلى منطقة “البقعة” على أطراف بلدة إزرع، و”النجيح” المتاخمة له، على أطراف اللجاة.
وحول العمليات العسكرية من محور محجة، قالت المصادر إن الأمر مرتبط ببدء معركة خربة غزالة، المتوقعة خلال الفترة القريبة المقبلة، ما يضمن قطع الأوتوستراد من منطقتين مختلفتين، وفق الواقع العسكري على الأرض.
تعزيزات أمريكية في “التنف”
منذ مطلع شباط الماضي، نقل موقع الأبحاث الإسرائيلي “ديبكا”، عن تقارير استخباراتية أمريكية، قولها إن طائرات تجسس كشفت مشاركة القوات الروسية في استعدادات النظام والقوات الإيرانية لهجوم وصفته بـ “الكبير” في درعا.
ووفق ما ترجمت عنب بلدي عن تقرير لوكالة “الأناضول”، نشر باللغة التركية، الجمعة 9 من آذار، عززت الولايات المتحدة الأمريكية من انتشارها في القاعدة العسكرية التي أنشئت عام 2016، لدعم فصائل “الجيش الحر” في المنطقة.
ونقلت المعلومات عن مصادر وصفتها بـ “الموثوقة”، إرسال الجيش الأمريكي 200 جندي إلى القاعدة العسكرية، في إطار عمليات عسكرية يخطط لها في الجنوب السوري ضد الميليشيات الإيرانية، مع احتمالية امتداد العمليات إلى منطقة البادية، بحسب الوكالة.
وقالت مصادر عسكرية من درعا لعنب بلدي، إن فصائل تخطط لبدء عمل عسكري في القلمون الشرقي، مستبعدة التحرك الأمريكي في الجنوب السوري.
ولفتت إلى أن “انتشار قوات أحمد العبدو وأسود الشرقية في البادية والقلمون، يعزز فرص التنسيق بين الطرفين”، وبالتالي فإنه في حال كان هناك تحرك أمريكي فيمكن أن يكون في القلمون وليس في درعا، وفق رؤية المصادر.
وتبقى السيناريوهات المطروحة في المنطقة غير واضحة، في ظل التكتم من أطراف النزاع، ورغم سعي النظام والروس خلال الفترة الماضية، إلى عقد “مصالحات” وطرح الأمر خلال اجتماعات تحدث عنها مجلس محافظة درعا، شباط الماضي، على نطاق ضيق دون تناولها بشكل رسمي.