توغلت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في محيط مدينة حرستا، واقتربت من فصلها بشكل كامل عن بقية مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
وقالت مصادر عسكرية لعنب بلدي اليوم، السبت 10 آذار، إن قوات الأسد تقدمت في بساتين حرستا التي تفصلها عن مدينة دوما في الساعات الماضية، وبقيت أمتار قليلة أمامها لعزل المدينة بشكل كامل.
وأضافت أنها وصلت إلى الطريق الواصل بين دوما وحرستا، وتحاول حاليًا السيطرة على بناء “أكساد” النقطة البارزة في المنطقة.
وأكد الناطق باسم “حركة أحرار الشام الإسلامية” في الغوطة، منذر فارس، تقدم قوات الأسد في محيط حرستا، وقال إن “الفرقة الرابعة” توغلت من جهة البساتين، مشيرًا إلى أن المقاتلين يعملون حاليًا على “الغارات”.
وبحسب وسائل إعلام النظام تقدمت قوات الأسد على أكثر من محور الأول في مزارع حرستا، والآخر باتجاه مديرة ومسرابا من أجل تأمين المزارع بين بيت سوى ومسرابا.
وبهذا اقتربت قوات الأسد من تقسيم الغوطة إلى ثلاثة جيوب، بالسير في محاور تلتقي جميعها في إدارة المركبات الخاضعة لسيطرتها في عمق المنطقة.
وبالتزامن مع التقدم تتعرض مدن وبلدات الغوطة الشرقية لقصف جوي مكثف من الطيران الحربي، أوقع أكثر من 800 مدني في أقل من شهر.
وعرضت صحيفة “الشرق الأوسط”، أمس الجمعة، خطة روسية تقوم بتطبيقها حاليًا في الغوطة، وهي تقسيم شرق دمشق إلى شطرين، شمالي وجنوبي، على أن يضم الشطر الشمالي منطقة “تخفيف توتر” مع فصيل “جيش الإسلام” بوساطة القاهرة وضمانة موسكو.
بينما يجري عزل الشطر الجنوبي الذي يضم “فيلق الرحمن” و”تحرير الشام” و”حركة أحرار الشام”، مع تكثيف القصف والعمليات العسكرية لإخراج “جبهة النصرة” (منضوية في تحرير الشام حاليًا) أو “تكرار نموذج حلب”.
وفي تسجيل مصور نشر، مساء أمس الجمعة، أكد القائد العام لفصيل “فيلق الرحمن”، عبد الناصر شمير البقاء في الغوطة الشرقية واستمرار القتال ضد قوات الأسد، وهدد الشخصيات التي تسعى وراء المصالحات في المنطقة.
وأشارت المصادر العسكرية إلى مواجهات “عنيفة” تدور في مزارع حوش الأشعري على جبهة المحمدية، ويرافقها اشتباكات مماثلة داخل أراضي بيت سوا، التي سيطرت عليها قوات الأسد أمس.
وقال “الإعلام الحربي المركزي” منذ ساعات إن قوات الأسد فجرت آلية مفخخة رباعية الدفع لـ “جبهة النصرة”، قبل وصولها إلى هدفها، كانت تسلك طريق النهر باتجاه مزارع المحمدية في الغوطة.
ولم تتضح الصورة التي ستستقر عليها التطورات العسكرية في الغوطة الشرقية، وسط حديث يدور من جانب النظام السوري عن التوصل لاتفاق خروج المدنيين من مناطق سيطرة “فيلق الرحمن”.
ويقابله نفي أي اتفاق مع الروس أو النظام من قبل الفصائل العاملة في الغوطة.