أرصفة أكسراي.. فنادق للسوريين
أكسراي هو أحد أحياء مدينة اسطنبول، وأكثرها كثافة سكانية، لاسيما بعد تدفق السوريين إلى تركيا منذ ثلاث سنوات، واتخاذهم للحي مركزًا لنشاطاتهم المتنوعة، والذي أمسى في الآونة الأخيرة منطلقًا لعمليات التهريب غير الشرعية إلى أوروبا.
يقول أبو يحيى، أحد السوريين المقيمين في اسطنبول منذ 30 عامًا، في حديثه لعنب بلدي “اسطنبول تتحمل هذا الضغط، يوجد فيها عمل يتسع للجميع، ولكن يبقى هناك عدة عوائق أهمها اللغة والإقامة الشرعية واللتين تحولان دون ذلك”، مضيفًا “أكسراي أضحت بؤرة للسوق السوداء وعمليات التهريب غير الشرعية… تكون مقاهي هذا الحي منطلقًا للسمسرة ما بين المهرب والمواطن الذي يسعى لمستقبل أفضل في أوروبا الغربية”.
ويضيف أبو أحمد، وهو مواطن سوري كردي، “بقيت أسبوعًا كاملًا أنام في حديقة بأكسراي، لا أملك منزلًا هنا، ولا أرغب بالبقاء في هذا البلد، وأنتظر باخرة تقلني إلى إيطاليا في الأسبوع المقبل”.
ويروي خلدون، المقاتل في صفوف الجيش الحر سابقًا، أن إصابته في قدمه دعته للذهاب إلى اسطنبول للبحث عن عمل، “نصحوني أن أبقى في أكسراي، بالقرب من قهوة وطن، لأبحث عن عمل هنا بالتعاون مع بعض مكاتب العمالة المنتشرة في هذا الحي”، طالبًا من عنب بلدي مساعدته في إيجاد عمل له في تركيا.
كما تنتشر في أكسراي ظاهرة التسول بشكل لافت، إذ لا يمكن للمار في الحي قطع مسافة 100 متر دون أن تستوقفه امرأة أو طفل (سوري في الغالب) لطلب المال، كما يقول جهاد، وهو ناشط سوري يقيم في اسطنبول منذ سنة، مضيفًا “عدد كبير من ممتهني التسول في سوريا قبل الثورة جاؤوا إلى هنا وانتشروا على أرصفة أكسراي”.
وفي اتصال مع جمعية النور السورية في اسطنبول، قال مسؤول مكتبها الإعلامي محمد نور قناعة لعنب بلدي “لا نستطيع مساعدة جميع السوريين هنا، إلا أننا نقدم المساعدات الإغاثية للعوائل المضطرة، كما نحاول تأمين أثاث مستعمل لبعضهم بالتعاون مع العائلات التركية”.
ويقع حي أكسراي في منطقة الفاتح الشهيرة في مركز اسطنبول على عقدة مواصلات رئيسية في المدينة. ارتاده العراقيون منذ بدء الغزو الأمريكي لبلادهم قبل عشر سنوات، وما لبث أن تدفق إليه السوريون منذ ثلاثة أعوام، ليفتتحوا محلات تجارية فيه، أبرزها المطاعم والمكاتب السياحية والعقارية، إلا أن ازدياد النزوح في العامين الماضيين والذي فاق 350 ألف سوري إلى اسطنبول وحدها، جعل من أرصفة هذا الحي وحدائقه فنادق للشبان والأسر السورية المعدومة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :