أكدت السلطات الهولندية أن هناك مئات “الجهاديين”، معظمهم مع تنظيم “الدولة الإسلامية” ممن لهم صلات بهولندا، لا يزالون في سوريا والعراق.
وفي التقرير السنوي لوكالة الاستخبارات والأمن الهولندية، الثلاثاء 6 آذار، أكدت فيه أن أكثر من 200 “جهادي” من الرجال والنساء، بالإضافة إلى 170 طفلًا على الأقل ممن لهم صلات بهولندا، لا يزالون في سوريا والعراق، بحسب “فرانس برس”.
وأشارت الوكالة إلى أن أكثر من نصف القاصرين تقل أعمارهم عن أربع سنوات، بعد أن ولد ثلثاهم في ساحات القتال.
وغادر هولندا منذ بدء الحرب في سوريا في 2011، أكثر من 280 شخصًا للانضمام إلى “الجماعات الجهادية” في سوريا والعراق.
وحذرت السلطات الهولندية من الخطر الذي يلوح جراء “الأعداد المتزايدة” من العائدين للبلاد، خصوصًا من الأطفال والنساء من مناطق الحرب هناك.
وتعتبر هولندا أن العائدين يشكلون “تهديدًا خطيرًا”، بعد مكوثهم في مناطق التنظيم لقترة طويلة، ورجحت أنهم، بمن فيهم الأطفال، شاركوا أو شهدوا أعمال “عنف خطيرة”.
وعاد منذ 2011، بحسب الوكالة، نحو 50 شخصًا من المناطق التي يسيطر عليها “الجهاديون” في سوريا والعراق، ثلثهم من النساء.
ونجت هولندا من موجة الهجمات التي شنها “جهاديون إسلاميون” في دول أوروبية بينها بلجيكا وبريطانيا وفرنسا في السنوات الماضية.
حيث أحبطت السلطات هناك، وفقًا لبيان وكالة الاستخبارات في كانون الثاني الماضي، أربع هجمات “إرهابية” منذ 2011.
وأدت ظاهرة عودة “الجهاديين” إلى هولندا، بحسب الوكالة، إلى تصاعد “التطرف اليساري واليميني”، حيث يعادي اليمينيون الهجرة والمسلمين، وتسببوا بظهور يسار متطرف.
وفي مقابل كل تظاهرة لليمين المتطرف ضد طالبي اللجوء، تظهر أخرى مضادة “غير مصرح بها” من اليسار، الأمر الذي تسبب بمواجهات بين الطرفين تتطور لتصبح “أكثر شراسة”، بحسب الوكالة.
وأشارت وزارة الداخلية في تقرير سابق أن عدد المواطنين الهولنديين الذين توجهوا إلى سوريا زاد “زيادة حادة” في 2013، حيث وصلت أعدادهم لأكثر من 100 ذلك العام.
وعاد 20 “جهاديًا” هولنديًا إلى بلادهم في 2013، وأكدت الحكومة وقتها أنهم كلفوا بتنفيذ هجمات في البلاد بالإضافة لتشجيع هولنديين مسلمين جدد على التشدد.
ويقاتل في صفوف التنظيم المئات من القياديين الأجانب، خاصة من فرنسا وروسيا، وكان لهم الدور الأبرز في عمليات الإعدام والتصفيات للأسرى الذين يقعون في يد التنظيم.
وخسر التنظيم في الأشهر الماضية معظم المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، ليقتصر نفوذه على بعض الجيوب في محيط مدينة البوكمال ونهر الفرات على الحدود السورية- العراقية.