عنب بلدي – العدد 139 – الأحد 19/10/2014
سقط أكثر من 35 شهيدًا خلال اليومين السابقين جراء غارات مكثفة استهدفت مدن الغوطة الشرقية وعلى رأسها دوما، في حين تتواصل الاشتباكات على تخوم حي جوبر حيث قتل أكثر من 100 مقاتل للأسد، وسط كثافة نيرانية واستخدام أسلحة نوعية في محاولات اقتحام الحي.
وبحسب المكتب الطبي الموحد لمدينة دوما وما حولها فقد وصل عدد الشهداء يوم الجمعة 17 تشرين الأول، إلى “16 شهيدًا و40 جريحًا كثير منهم أطفال، في مجزرة جديدة يرتكبها طيران النظام”.
وتشهد المدينة حملة قصف عنيفة بواسطة البراميل المتفجرة وصواريخ أرض-أرض، ما أسفر عن أكثر من 45 شهيدًا منذ بداية الشهر، وفق إحصائيات مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
وكانت مواقع موالية للأسد منها “دمشق الآن” قالت يوم الجمعة، إن “الطيران الحربي يقصف مواقع لجيش الإسلام في الغوطة الشرقية”، كما تحدثت عن “مقتل عدد من المسلحين في المناطق المستهدفة”، لكن ناشطين ردّوا على الادعاءات بصور 4 أطفال سقطوا يوم الجمعة، مؤكدين أن الغارات تستهدف الأحياء المدنية.
وتأتي هذه الضربات بالتزامن مع غارات جوية مماثلة على مناطق في الغوطة الشرقية، حيث سقط 20 شخصًا بينهم امرأتان وطفلان في جسرين في شرق ريف دمشق، وقتل شخصان في سقبا القريبة يوم الخميس.
وكانت بلدة عين ترما شهدت قصفًا مماثلًا يوم الثلاثاء، ما أسفر عن قتل 12 شخصًا، بينهم امرأتان و 3 أطفال.
في سياق متصل، تتواصل معارك الكر والفر على تخوم حي جوبر الدمشقي، بوابة الغوطة الشرقية، بعد عملية نوعية لقوات المعارضة يوم الثلاثاء، تصدت خلالها لتقدم قوات الأسد التي سبق أن سيطرت على عدة أبنية في المحور الشرقي.
وبحسب أبي محمد الفاتح، نائب زهران علوش في القيادة الموحدة للغوطة الشرقية، فإن العملية “كبدت قوات الأسد أكثر من 100 قتيل” وأعطبت بعض الآليات، وعرف من بين القتلى العقيد ماجد الصفتلي.
وأضاف الفاتح “ارتقى نحو 15 شهيدًا من المجاهدين منهم القائد الميداني أبو ضرغام وسائق الدبابة أبو عمشا”.
واستخدم الأسد للمرة الأولى خلال المعارك، كاسحة الألغام الروسية من نوع “UR 77″، وهي عبارة عن عربة مدرعة “مجنزرة” لإزالة الألغام، تتضمن برجًا لإطلاق الصواريخ، ومنصة مجهزة بثلاثة صواريخ، يصل مداها إلى 500 متر، وتستطيع تحقيق اختراقات في حقول الألغام بطول 90 مترًا.
كما تستخدم قوات الأسد صواريخ الفيل إيرانية الصنع بشكل يومي، وبحسب المكتب الإعلامي في حي القابون فهذه الصواريخ تطلق من تخوم القابون.
وكان مجلس قيادة الثورة اتهم الأسد خلال يوم الخميس، باستخدام غاز الكلور السام مجددًا، متحدثًا عن حالات اختناق في صفوف مقاتلي المعارضة، لكن المكتب الطبي في الحي، لم يوثق حالات وفاة نتيجة هذه الغازات.
وتشكل الغوطة الشرقية معقلًا لمقاتلي المعارضة تحاصرها قوات الأسد منذ أكثر من سنتين، ويحاول الأسد اقتحام الغوطة عبر حملات متكررة، إلا أن نسبة السيطرة تبقى ثابتة تقريبًا، وسط كرّ وفرّ على أكثر من محور.