عنب بلدي – العدد 139 – الأحد 19/10/2014
جددت تركيا رفض المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” ما لم تتحقق مطالبها، وعلى رأسها إقامة منطقة حظر جوي، في حين اعتبر رجب طيب أردوغان حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية، وسط أزمة سياسية مع طهران حول الملف السوري.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ختام زيارته إلى أفغانستان مساء السبت 19 تشرين الأول، إن أنقرة تقدمت للتحالف الدولي بـ 4 مطالب بشأن ما يجري في سوريا، تتمثل بإعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب المعارضين السوريين وتزويدهم بالسلاح، بالإضافة إلى شن عملية ضد النظام السوري نفسه.
وأضاف أردوغان أنه من دون تحقيق هذه المطالب لا يمكن لبلاده أن تشارك في أية عمليات.
وحول اقتراح الولايات المتحدة الأمريكية لتزويد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) بالسلاح لتشكيل جبهة ضد تنظيم “الدولة”، رفض أردوغان تعاونًا من هذا النوع بالقول “هذا الحزب بالنسبة لنا منظمة إرهابية لا تختلف عن حزب العمال الكردستاني (PKK)”.
واعتبر أردوغان “أنه من الخطأ أن تنتظر منا الولايات المتحدة صديقتنا، وحليفتنا في الناتو أن نقول نعم بعد أن وقفت وأعلنت صراحة دعمها لذلك الحزب… ليس من الممكن أن تنتظر منا شيئا من هذا القبيل.. لا يمكننا ان نوافق على ذلك”.
وكانت وسائل إعلام محلية وعالمية أشارت إلى تدخل بري تركي محتمل في سوريا عقب ضربات التحالف لتنظيم الدولة، خصوصًا مع تعزيزات كبيرة للجيش التركي على الشريط الحدودي مع سوريا.
إلى ذلك، أشار أردوغان أن تركيا اقترحت إعطاء دور فعال لإيران من أجل وقف العنف في العراق وسوريا، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق في الرأي، معتبرًا أنه “لو كنا قد توصلنا إلى اتفاق مع إيران في هذا الموضوع لما كان عدد القتلى بهذا الحجم”.
وفي تطور ملحوظ، ندد المتحدث باسم الخارجية التركية، طانجو بيلغيج، أمس السبت بتصريحات المسؤولين الإيرانيين ضد أنقرة قائلًا “على إيران أن تلتزم الصمت من باب الخجل على الأقل حيال دعمها لنظام دمشق، المسؤول الحقيقي عن الإرهاب”، بحسب وكالة الأناضول التركية.
وجاءت هذه التصريحات ردًا على تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، التي اتهم فيها تركيا بـ “السعي نحو فكرة العثمانية الجديدة” في المنطقة، فضلًا عن تصريح رئيس الأركان الإيراني الذي زعم فيه أن تركيا –من دون أن يسميها- “تعرقل وصول المساعدات إلى مدينة كوباني”.
وكانت مظاهرات انطلقت في عدد من المدن والبلدات السورية يوم الجمعة، حملت شعارات ولافتات تؤيد القرارات التركية الأخيرة في جمعة أطلق عليها ناشطون اسم “نعم لشروط تركيا للتدخّل”.
واستقبلت تركيا قرابة 150 ألف لاجئ سوري من مدينة كوباني وقراها، بعد حملة عنيفة شنها تنظيم “الدولة الإسلامية” الشهر الماضي للسيطرة على ثالث مدن الأكراد من حيث المساحة والتعداد.