حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية
حمل نبأ تعيين علي عونة يوم الثلاثاء الماضي ممثلًا عسكريًا عن الساحل في الائتلاف السوري المعارض، ردود فعل متباينة في أوساط الناشطين والعاملين في المجالين العسكري والإغاثي في ريف اللاذقية بين مؤيد لهذه الخطوة ومدافع عنها، وبين من يتهم الأعضاء الثلاثة الممثلين للساحل في مجلس الثلاثين بـ “مصادرة القرار والانفراد به دون عودة لأحد”.
وبعد ساعات من التعيين أطلق ناشطون حملة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ترفض طريقة الاختيار وتشكك بقانونية أعضاء اللجنة. وحملت المبادرة اسم “أبناء الساحل لأهل الساحل” تلا ذلك اجتماعات ومشاورات في تركيا وسوريا لتوسيع المبادرة ونقض قرار التعيين.
عنب بلدي التقت السيد طارق وهوب، أحد المشاركين في الاجتماعات، وسألته عن سبب الحملة وتداعياتها على المستوى المحلي، فأوضح أن “التعيينات الأخيرة جاءت دون إجراء مشاورات مع القوى الفاعلة على الأرض”، مشيرًا إلى أن “أعضاء اللجنة الثلاثة الذين تم انتخابهم في أنطاليا في الثامن من كانون الثاني 2012 ضمن مجلس الثلاثين، هم من نفس اللون السياسي وبالتالي تم اختيار السيد علي عونة وفقًا لانتمائه لنفس الجهة”.
واتهم وهوب “البعض بمحاولة خطف الساحل من أبنائه تنفيذًا لأجندات حزبية ضيقة وإبعاد الكوادر العاملة عن مسرح القرار”.
وشارك السيد مصطفى سيجري، عضو مجلس قيادة الثورة السورية، طارق وهوب مخاوفه من “محاولة البعض سرقة قرار التمثيل للساحل”، وأوضح أن الدافع الأساسي لإطلاق المبادرة هو سؤال طرح من أغلب الناشطين “هل هناك حل لمواجهة من يدعي تمثيلنا؟”.
ونوه سيجري أن الأمر لم يقتصر على القرار فقط، بل يشمل التعينات الأخيرة التي طالت الائتلاف والحكومة، وتحدث عن قرار قريب لمجلس قيادة الثورة، سيحدد المجلس موقفه من الائتلاف والحكومة ومدى شرعيتها وتمثيلها للثورة.
وشكك سيجري بشرعية الأعضاء الثلاثة الذين قاموا بتعيين عونة، وهم مازن قنيفدي وحذيفة الشغري وفراس العمر، مستغربًا “كيف يقوم مجلس تم حله من قبل الحكومة بتعيين ممثل لهم ضمن الائتلاف”.
في المقابل رد مازن قنيفدي، عضو المجلس العسكري المنتخب في أنطاليا، على هذه الاتهامات وأوضح أن “قرار التعيين هو من حق أعضاء المجلس المنتخبين فقط، وقد تم بالتزكية منهم نظرًا لجهود السيد علي عونة في المجالين العسكري والإغاثي”.
ونفى قنيفدي انتماءه لأي حزب سياسي ودافع عن شرعية المجلس الذي يمثله بالقول “لا يحق لأحد حلّه إلا من كان متواجدًا بأنطاليا، المجلس هو الكتلة الوحيدة المنتخبة من عسكريين وثوريين وليس من صلاحية الحكومة المؤقتة عزله”.
يذكر أن السيد علي عونة (المكنى أبو معاوية) هو من مواليد مدينة بانياس، وخرج منها في الثمانينات بعد الحملة الأمنية أيام الأسد الأب، ولجأ إلى العراق ثم إلى أوروبا إبان الغزو الأمريكي، ليعود بداية الثورة السورية مساهمًا في تشكيل “لواء القادسية”، أحد الكتائب العسكرية العاملة في ريف اللاذقية، ليتولى مؤخرًا منصب الممثل العسكري للمعارضة المسلحة عن الساحل داخل أروقة الائتلاف الوطني.