تقدمت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على مساحات جديدة بالغوطة الشرقية، ضمن الهجوم الذي تسعى من خلاله إلى تقسيم مناطق سيطرة فصائل المعارضة إلى ثلاثة جيوب.
وأفادت مصادر عسكرية من الغوطة لعنب بلدي اليوم، الثلاثاء 6 من آذار، أن قوات الأسد تقدمت مساء أمس الاثنين في منطقة الأشعري ووصلت إلى نقاط قريبة من بلدة حمورية، وذلك بالتزامن مع قصف بالكلور أصيب فيه 30 مدنيًا بينهم أطفال ونساء.
وتوغلت أيضًا في محيط مدينة حرستا من جهة المشافي، واقتربت من فصلها عن مدينة دوما، مشيرًا إلى أقل من 500 متر تفصل قوات الأسد عن الوصول إلى إدارة المركبات من محور مشفى البيروني.
وبحسب وسائل إعلام النظام، سيطرت قوات الأسد أمس على بلدة ومزارع المحمدية غربي بلدة بيت نايم بعد مواجهات مع الفصائل العاملة في المنطقة.
وقالت إن الطيران الحربي يستمر بغاراته الجوية على مواقع “جبهة النصرة”، وخاصة في بلدات سقبا وحمورية ومدينة حرستا، بالإضافة إلى الاستهدافات المدفعية.
ولم تعلّق الفصائل العسكرية على تقدم قوات الأسد، وغابت تصريحات فصيل “فيلق الرحمن” عبر معرفاته الرسمية منذ إعلان الهدنة الروسية في المنطقة.
بينما قال “جيش الإسلام”، أمس الاثنين، إنه قتل عشرة عناصر من قوات الأسد بعد محاولة تقدمهم على جبهة الريحان، وسط الحديث عن انسحابه من مدينة مسرابا بالكامل.
وتوغلت قوات الأسد في اليومين الماضيين بمناطق بعمق الغوطة من جهتها الشرقية وصولًا إلى مزارع الأشعري، عقب انسحاب فصيل “جيش الإسلام” من مناطق حزرما والنشابية وأوتايا.
وقالت مصادر متقاطعة لعنب بلدي، أمس الاثنين، إن القوات اتخذت من فوج الشيفونية ومسجد البلدة مركزًا لانطلاق هجماتها في جهتين، الأولى باتجاه مزراع العب بدوما ومسرابا، والثانية باتجاه مزارع الأشعري بالقرب من حمورية وبيت سوى.
وعزا “جيش الإسلام” انسحابه من مواقعه في حوش الضواهرة وكتيبة النقل إلى سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات الأسد، في بيان للناطق العسكري باسم هيئة أركانه، حمزة بيرقدار، نشره أول أمس الأحد.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية وصل نفوذ قوات الأسد بعد التقدم الذي أحرزته في منطقة الأشعري إلى أطراف مزارع بيت سوى وأطراف حمورية بعد كتيبة رأس العين.
وتحاول حاليًا تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة جيوب، على غرار السياسية التي اتبعها في مدينة داريا بعزلها عن مدينة المعضمية، وبسيناريو مشابه لمدينة حلب أواخر 2016 الماضي.
وتتعرض مدن وبلدات الغوطة الشرقية لحملة قصف جوية مكثفة من الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري، ما أدى إلى مقتل أكثر من 600 مدني، بحسب ما وثقت مراكز حقوقية.
وبحسب مراسل عنب بلدي فإن الغارات الجوية التي استهدفت الغوطة في اليومين الماضيين تعتبر أقوى من سابقتها، استنادًا إلى حجم الدمار الذي تحدثه بعد عملية الاستهداف.
–