المجزرة الأولى للتصعيد العسكري الأخير على الغوطة الشرقية كانت في بيت سوا، والتي راحت ضحيتها ما يتجاوز عن 54 ضحية من بينهم 40 طفل وامرأة.
عرفت البلدة بهدوئها عكس كثير من مدن وبلدات الغوطة خلال سنوات الثورة في سوريا، وكانت محيدةً في الكثير من الأحيان عن قصف قوات الأسد.
وتقع البلدة وسط الغوطة الشرقية بين حمورية جنوبًا ودوما شمالًا والأشعري شرقًا ومسرابا وعربين بجهتها الشمالية الغربية، والجنوبية الغربية.
لم تخرج البلدة بمظاهرة في بداية الثورة وتعزا الأسباب الى طبيعة عمل الأهالي بالزراعة، إضافة إلى انخفاض نسبة التعليم بين شبابها.
أما النسبة المثقفة من الأهالي فكان معظمهم من الموظفين الحكوميين، فتركوا المنطقة باتجاه دمشق وضواحيها خوفًا من تعرض حواجز الأسد لهم.
إلا أن البلدة الهادئة المحاطة بحزام أخضر تحولت لساحة الاقتتال بين الفصائل، إذ حاول كل من “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام” السيطرة عليها، فهي تعتبر طريقًا يصل مناطق الفصيلين ببعضها، كذلك تشكل نقطة فصل بالتشارك مع جارتها حمورية بين دوما وبقية بلدات القطاع الأوسط.
المجزرة الأولى التي نفذتها قوات الأسد بتاريخ البلدة كانت في 2012 بقذيفة صاروخية استهدفت مسجد الرحمن وسط المنطقة أدت إلى مقتل 13 ضحية.
ومع تطور الأحداث في سوريا إلى الحراك المسلح حمل بعض أبناء البلدة السلاح، واشتركوا مع فصائل متفرقة تنشط بالغوطة الشرقية، ولم يشكل أي فصيل باسم المنطقة كما هو المعهود في بقية مدن وبلدات الغوطة.
الخرائط العسكرية التي نشرتها مؤخرًا وسائل إعلام النظام تظهر أهمية البلدة بالنسبة لمخططات قوات الأسد في تقسيم المنطقة بين القطاع الأوسط وقطاع دوما مرورًا بالبلدة ومديرا، ولعل حملة القصف الأخيرة التي تشنها القوات على البلدة تثبت تلك الأهمية.
القصف المكثف دفع ما بقي من الأهالي إلى النزوح لمناطق أقل قصفًا بالغوطة الشرقية وذات أبنية أكثر تحملًا من منازلها العربية القديمة التي دمرت نسبة “كبيرة” منها بحسب وصف الأهالي، إضافةً إلى تدمير المستوصف الوحيد بالمنطقة.
آخر مسح سكاني للسكان في بيت سوا أجرته الحكومة السورية، في 2004، إذ بلغ عدد السكان فيه 6500 نسمة فيما تركها الكثيرون قبل حصار قوات الأسد للمنطقة.