شركات اتصال أجنبية يعتمد عليها السوريون

  • 2018/03/05
  • 5:18 م

شكّل قطاع الاتصالات في سوريا تحديًا كبيرًا بسبب الخسائر التي لحقت به، عبر سنوات من الحرب طالت آلتها أبراج الاتصالات الهوائية والمقاسم والشبكات السلكية واللاسلكية، لتبلغ الخسائر 30 مليار ليرة سورية حتى الربع الأول من عام 2014، وفق آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الاتصالات السورية.

إلا أن التحدي الأكبر كان في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، والذي عمد إلى قطع الاتصالات عنها ومنع السكان من الاستفادة من أي مؤسسات أو منشآت خدمية في مجال الاتصالات، ما دفعهم إلى الخوض في رحلة البحث عن بدائل لتلك الثغرات.

منهم من اعتمد على شبكات دول الجوار، ومنهم من لجأ إلى الإنترنت الفضائي، باهظ التكاليف، وآخرون عملوا على ابتكار أساليب وطرق جديدة لاستجرار “شبكات التغطية”، خاصة في مناطق التماس المباشر بين المعارضة والنظام، في دمشق وحمص وحلب.

فيما ظلت “MTN” و”سيريتل” الشركتين المهيمنتين على قطاع الاتصالات الخليوية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، وسط الحديث عن دخول مشغل خلوي إيراني، ضمن جملة الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعتها حكومة النظام السوري مع نظيرتها الإيرانية.

وفيما يلي نستعرض أبرز شبكات الاتصالات الخلوية غير السورية التي استفاد منها السوريون، ووصلت تغطيتها من دول الجوار إلى الأراضي السورية:

خطوط الاتصالات النشطة في سوريا (عنب بلدي)

 الخطوط التركية في الشمال السوري

يعتمد سكان الشمال السوري، بما فيه محافظة إدلب وريف حلب الشمالي والقامشلي، على شبكات الاتصالات التركية، التي تصل تغطيتها إلى الأراضي السورية، ومنها “تركسل” و”تورك تيليكوم”.

وتعتبر خطوط الاتصالات التركية من أساسيات التواصل بين المدنيين داخل تلك المناطق من جهة، وللربط مع بقية المحافظات والدول المجاورة من جهة أخرى.

خولة رشيد شهاب، تعمل في مجال بيع وشراء أجهزة الخلوي، وتملك مقهى إنترنت في مدينة القامشلي، قالت في حديث سابق لعنب بلدي إن أهالي المدينة يعتمدون حاليًا على الخطوط التركية في التواصل سواء الإنترنت أو المكالمات الهاتفية عبر الموبايل، لقرب المدينة من الحدود التركية والعراقية.

وأضافت “نستورد نحن أصحاب المحلات خطوط الهاتف والإنترنت بالتعاون مع التجار، ونبيعها للمواطنين بسعر عشرة آلاف ليرة سورية للشريحة الواحدة”، مشيرةً إلى أن المقهى الذي تديره يشهد كثافة يومية في الإقبال، وتصف مبيعاتها اليومية من خطوط الاتصالات التركية لمشغلي “فودافون” و”تركسل” بالمرتفعة.

شركة عراقية على أراضي سوريا

أما في مناطق جنوبي الحسكة، وبالتحديد قرى تل علو وتل كوجر والسويدات الفوقاني والتحتاني، وبعد انقطاع الهاتف الخلوي مدة سنة كاملة، ما بين 2013 و2014، بات سكانها يستخدمون على نطاق واسع الخطوط العراقية كطريقة بديلة للهاتف الخلوي السوري.

ونتيجة لذلك تشجّع مهندس الاتصالات، جوان محمد شيخموس، وطلب التواصل مع شركة “كورك” العراقية للاتصالات، ومقرها أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، والتي عملت على تركيب برج لتقوية شبكة الشركة في جبل “قراه تشوك” السورية لتوسيع خدمة الشبكة العراقية، كون المنطقة لا تصلها خدمة الشبكة التركية، ولا تغطى بالإنترنت والاتصالات بشكل كاف.

“فودافون”.. من الأردن إلى الجنوب السوري

تعرضت البنية التحتية في قطاع الاتصالات لدمار شبه كامل في محافظة درعا جنوبي سوريا، وذلك إثر العمليات العسكرية بين فصائل المعارضة السورية والنظام السوري، الذي فقد السيطرة على مدن وبلدات عدة في المحافظة.

وبهذا الصدد، يقول معتصم الجروان، مهندس اتصالات وموظف في مديرية اتصالات درعا سابقًا، إن أداء أبراج التغطية الخلوية التابعة للمشغلين الرئيسيين في سوريا “MTN” و”سيريتل” بات “ضعيفًا” بسبب غياب الكهرباء.

تلك الصعوبات دفعت المواطنين إلى الاستفادة من تغطية الشبكات الأردنية، خاصة في المناطق الحدودية مع الأردن، إذ تصل تغطية كل من شركات “فودافون” و”زين” و”أورانج”، إلا أن “فودافون” تبقى الأكثر شيوعًا بين السوريين في الجنوب.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية