اقتتال الفصائل يخترق العائلة الواحدة في إدلب

  • 2018/03/04
  • 1:19 ص

الحياة في مدينة إدلب - 25 شباط 2018 (عنب بلدي)

إدلب – طارق أبو زياد

تصاعدت الخلافات ضمن البيت الواحد لعوائل محافظة إدلب، ليتوزع أفراد الأسرة والأقارب بين الأطراف المتنازعة، وسط استمرار الاقتتال الداخلي ودخوله الأسبوع الثاني بين “هيئة تحرير الشام” و”جبهة تحرير سوريا”، دون وضوح في خريطة السيطرة على الأرض.

ومع تصاعد الخصام بين الطرفين، تبادرت أسئلة إلى أذهان المدنيين في إدلب، قياسًا على حوادث واقعية جرت في المحافظة، ومن بينها “هل يمكن أن يقتل الأخ أخاه إن كان في فصيل الخصم؟”.

والد عطون ينتمي لـ “أحرار الشام”

لعل أكبر مثال على الظاهرة برز على مستوى قيادات الفصيلين، إذ يخفى على كثيرين أن والد الشرعي العام في “تحرير الشام”، عبد الرحيم عطون، والذي يعرف باسم “أبو عبد الله الشامي”، يعمل شرعيًا في صفوف “أحرار الشام”، واسمه عبد الحليم.

وبينما عرف عن الشرعي العام في “الهيئة” كلماته وتوجيهاته الدائمة للمقاتلين وتصعيده ضد “تحرير سوريا” (التي تضم حركة الزنكي وحركة أحرار الشام)، كان والده في الطرف المقابل يوجه مقاتلي الحركة في الاقتتال.

ووصلت الخلافات في البيت الواحد إلى القتل، وقال محمد اليوسف، الذي يقاتل في فصيل رفض ذكر اسمه، إنه عايش نزاعات متكررة، مشيرًا إلى أن “ظاهرة المقاتلين الإخوة الذين ينتمون لفصائل متناحرة ليست جديدة، وشهدت في بعض الأحيان قتالًا مباشرًا بسبب منهج الفصائل”.

واقعيًا حدث أن قتل أخ أخاه أو والدته ووالده بتهمة “الردة”، منذ انتشار فكر تنظيم “الدولة الإسلامية”، وفق محمد، الذي أوضح لعنب بلدي، أنه اختلف مع أخيه بسبب أحكام شرعية وقاطعه لمدة شهرين، لتعود العلاقة بينهما إلى وضعها الطبيعي بعد ذلك.

الفصائل لها دور في تنمية الخلاف

وبحسب المقاتل فإن الفصائل تلعب دورًا في تنمية الخلاف، موضحًا أن “الدورات الشرعية تخرج مقاتلين يبدؤون بإطلاق أحكام التكفير والردة التي توجب القتل، ظانين أنهم يطبقون أحكام الدين ولكن ذلك أمر خاطئ”.

وانتشرت بعض المقاطع الصوتية أو المقابلات لشرعيين في الفصائل، يحرضون مقاتليهم على القتل، أشهرها ما جاء على لسان “أبو اليقظان المصري”، الشرعي في “تحرير الشام” خلال الاقتتال مع “أحرار الشام”، ودعا إلى “الضرب في الرأس”، في إشارة إلى ضرورة قتل الطرف الآخر، ما زاد الشرخ بين المقاتلين.

ويرى محمد أنه يمكن تجنب الاقتتال بشكل عام والإخوة خاصة، من خلال “الابتعاد عن الأفكار المشوشة والداعية للقتل، والبحث عن مصادر صادقة وصحيحة”، داعيًا من لا يستطيع ضبط الخلاف إلى البقاء في منزله “كي لا يقع الأخ في دم أخيه”.

تجنيب الخلاف بين الأب وابنه

يعمل عبد الرزاق فرقان مقاتلًا في صفوف “تحرير سوريا”، ويقول لعنب بلدي إن والده يعمل مع “تحرير الشام”، إلا أنه يعيش معه في المنزل ذاته دون الحديث في أمر الاقتتال.

“موقف القتال لا نتحدث به فكل شخص له فكره ومبادئه”، بحسب محمد، ويضيف “نكتفي بقول عبارة تروح وترجع بالسلامة عند الذهاب خارج المنزل”، مردفًا “أنا أخاف عليه وهو أيضًا وربما خففت طبيعة عمله في المجال الإغاثي مع الهيئة من حدة الخلاف بيننا”.

وتتكرر دعوات النصح بين عبد الرزاق ووالده، ويقول إن الأمر يجري “بشكل لائق”.

وحاولت عنب بلدي الحصول على رد أو توضيح من الفصائل المتناحرة في إدلب حول الأمر، إلا أنها لم تلق ردًا.

يعتبر معظم من علق على الظاهرة، أن وصول الخلاف لمرحلة القتل “أمر خطير”، بينما لمس آخرون توجهًا من بعض المقاتلين لاعتزال القتال، بعيدًا عن الخوض في مسألة اختلاف التوجهات مع أقربائهم أو ربما أفراد أسرهم.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع