"الوحدات" تخسر خط دفاعها
“غصن الزيتون” تدخل مرحلتها الثانية
عنب بلدي – خاص
دخلت عملية “غصن الزيتون”، التي أعلنتها تركيا في منطقة عفرين، المرحلة الثانية بالسيطرة على كامل الخط الدفاعي لـ “وحدات حماية الشعب” (الكردية) التي أجبرت على الانسحاب من كامل الشريط الحدودي مع تركيا، بعد خطة عسكرية اتبعتها فصائل “الجيش الحر” بدعم تركي، بدءًا من جبل برصايا ووصولًا إلى ناحية جنديرس في الجنوب الغربي لعفرين.
وتركز العمل العسكري في الأيام الماضية على جميع المحاور، وخاصة على المحور الغربي، الذي تمكنت فيه فصائل “الجيش الحر” من التوغل على مساحات واسعة بعد فتح الطريق بين ريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب من جهة أطمة، سعيًا لتأمينه بالسيطرة على التلال والجبال المشرفة عليه.
وكنقطة فارقة عن الأيام الأولى من العملية، دخلت على خط المواجهات فرق من القوات الخاصة التركية والتابعة لـ “الجيش الحر” المتمثلة بـ “فرقة الحمزة”، وبحسب ما قالت مصادر عسكرية من المفترض أن تتولى هذه الفرق خوض “حرب الشوارع” في مركز النواحي والبلدات الرئيسية التابعة لعفرين.
أربعة محاور مشتعلة
مع بداية آذار الحالي ركزت الفصائل العسكرية معاركها على أربعة محاور باتجاه عفرين، الأول على نحور ناحية راجو والثاني باتجاه جنديرس إلى جانب محوري شران وشيخ حديد، وتمكنت من التقدم بشكل كبير بمساندة أساسية من الطيران الحربي التركي والتغطية المدفعية، وخاصة في ناحية راجو التي سيطرت على مركزها بشكل كامل في 3 من الشهر الحالي.
وتقع بلدة راجو على قمة جبل ارتفاعه 585 مترًا، وتنحدر نحو الغرب باتجاه سهل باليا، وتبعد عن مدينة عفرين 25 كيلو مترًا باتجاه الشمال الغربي، وهي إحدى المناطق القديمة في المنطقة، ويوجد فيها محطة للقطار يمر بها الخط الحديدي راجو- ميدان أكبس.
وتبلغ مساحتها 352 كيلو مترًا مربعًا، ويتبعها حاليًا 45 قرية و20 مزرعة تندرج ضمن ناحية راجو، ويحدها من الغرب والشمال الحدود التركية، ومن الشرق ناحية بلبل، بينما تقع في جهتها الجنوبية ناحيتا شيح حديد ومنطقة معبطلي.
تطورات متسارعة تشهدها عفرين، ويحاول “الجيش الحر” حاليًا السيطرة على ثلاث مناطق حاليًا من شأنها كسر القوة العسكرية لـ “الوحدات” من الجهة الغربية، وهي راجو وجنديرس ومنطقة شيخ الحديد.
ولم تعترف القوات الكردية بالانسحاب من المناطق التي أعلن “الجيش الحر” السيطرة عليها، لكنها أشارت إلى استمرار القصف التركي على الأحياء السكنية، الأمر الذي أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين، وفق ما قالت.
وأضافت أن الجيشين التركي و”الحر” خسرا العشرات من العناصر والآليات العسكرية بعد استهدافها من قبل القوات المتمركزة في مواقعها على طول الخط الحدودي.
قوات الأسد في دائرة الاستهداف
وخلال المعارك الدائرة في محيط عفرين قتل 18 عنصرًا من “القوات الشعبية” التابعة للنظام السوري، جراء قصف جوي تركي استهدف مواقع لهم على محور شران في الجهة الشمالية.
ولم يعلّق النظام السوري بصورة رسمية على مقتل العناصر الموالين له، بينما قالت “الوحدات” إن الطائرات الحربية التركية شنت غارات “مكثفة” على المنطقة بالتزامن مع الاستهدافات المدفعية.
وتعتبر الحادثة الحالية الأولى من نوعها في منطقة عفرين، بعد دخول قوات الأسد إلى المنطقة لمساندة “الوحدات” ضد الجيشين التركي و”الحر”.
وفي حديث للمتحدث باسم الحكومة التركية، بكرا بوزداغ، الأسبوع الماضي قال إن “تركيا ستواصل كفاحها حتى تطهير المنطقة من الإرهابيين بالكامل، وإذا غيّر النظام السوري زيّه ودخل عفرين بهيئة الإرهابيين فسيكون هدفًا”.
ودخلت “القوات الشعبية” التابعة للنظام السوري في معارك “الوحدات” على محور جنديرس غربي عفرين، بعد يوم من وصولها إلى المنطقة باتفاق ضم الجانبين.
هل يصل “الجيش الحر” إلى المركز
وأمام التطورات الحالية، تطرح تساؤلات عن خط المعارك الذي ستسير فيه في الأيام المقبلة، بانحصارها على الشريط الحدودي أو التوغل نحو مركز المدينة.
في حديث مع المحلل والخبير في الشأن التركي، ناصر تركماني أوضح أن المرحلة الأولى من “غصن الزيتون” قاربت على الانتهاء، بالتزامن مع سقوط خط دفاع منطقة عفرين بالسيطرة على 100 قرية على يد الجيشين التركي و”الحر” حتى اليوم (ما يشكل ثلث عدد القرى الموجودة في المنطقة).
وقال لعنب بلدي إن معظم التحصينات والأنفاق التي عملت “الوحدات” على بنائها منذ 2012 تقع في المناطق الحدودية التي تمت السيطرة عليها، إضافة إلى أن المناطق الجبلية الوعرة والثقل السكاني وخطوط المواصلات تتركز على هذا الخط.
وبناء على ذلك، فإنه من أصل ست نواح في المنطقة يوجد خمس منها على خط جنديرس- شيخ حديد- راجو- بلبل- شران، واعتبر تركماني أنه بالسيطرة على الخط المذكور تكون مدينة عفرين فقدت كل طرق المواصلات وخطوط دفاعاتها ومراكزها اللوجستية.
وبحسب تركماني سيتم في المرحلة الثانية من “غصن الزيتون” تحريك جبهة تل رفعت لتضييق المساحة الجغرافية وحماية مناطق “درع الفرات”.
وأوضح أن تركيا بدأت بإرسال قوات مدربة في قتال الشوارع، وستكون مهمتها اقتحام مراكز النواحي الخمسة الواقعة على الخط الحدودي، ومن ثم إغلاق طرق المواصلات والتوجه باتجاه المناطق السهلية التي ستكون السيطرة عليها بسيطة لافتقادها للدفاعات والدشم والأنفاق.
وبحسب رؤية الخبير، لن تحاصر تركيا عفرين حصارًا كليًا، بل ستترك ثغرات لخروج المدنيين، و”هذا ما يفضله الأتراك، إذ لا يريدون أن يضعوا قواتهم موضع القوات الأخرى التي لا تفرق بين المدنيين والمسلحين”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :