تركيا تدعم المشروع
جهود لتشكيل “المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية”
عنب بلدي – خاص
تستمر الجهود لتشكيل “المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية”، كأحد مخرجات المؤتمر التأسيسي الأول في اسطنبول، نهاية العام الماضي، وحضره ممثلون عن عشرات القبائل والعشائر، يسعون اليوم إلى تشكيل مكاتب تنفيذية وترتيب البيت الداخلي.
وتجري خلال الفترة الحالية مشاورات تشكيل المكاتب في تركيا والداخل السوري، وفق عضو المجلس، القاضي إبراهيم الحاجي، وقال لعنب بلدي إن المسودات جاهزة، ولكن هناك بعض الأمور تحتاج للترتيب، والتفاهم بين العشائر وممثليها في المجلس.
واجتمع بعض أعضاء المجلس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة أورفة التركية، في 25 من شباط الماضي، وناقشت الأطراف الخطوات المقبلة.
مكاتب في تركيا والداخل السوري
وبحسب الحاجي، فإنه من المقرر أن تتشكل المكاتب، خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدًا أن المشروع “موجه للداخل السوري”، وأوضح نية تشكيل أربعة مكاتب في كل من: اعزاز وجرابلس والباب وإدلب، إلى جانب ستة في أورفة ومرسين وغازي عنتاب وأنطاكيا واسطنبول، على أن تضم أنقرة المكتب السادس والرئيسي.
يجري العمل في مكاتب تركيا لتكون “أماكن تجمع للسوريين تضمن التنسيق مع الداخل”، وفق عضو المجلس، ولفت إلى أن “قلة قليلة من العشائر المنتشرة في الأماكن الجنوبية لم تشارك ضمنه”.
ويضم المجلس ممثلين من الطائفة المسيحية وآخرين من السويداء عن الطائفة الدرزية، إضافة إلى التركمان والكرد، كما حضر ممثل عن الآشوريين جميع الاجتماعات، بحسب الحاجي.
ووفق مخرجات اجتماع اسطنبول، تعهدت العشائر بالعمل على “إسقاط النظام، وتأسيس الدولة السورية التشريعية التي يختارها الشعب السوري عبر انتخابات حرة ونزيهة”، مؤكدين “دعم مؤسسات الثورة الشرعية كالائتلاف الوطني والهيئة العليا للتفاوض”.
وتحدث وجهاء العشائر عن “حشد أبناء القبائل من جميع أطياف الشعب السوري، بهدف إسقاط النظام السوري ورموزه وسحق الإرهاب”، معلنين استعداد أبنائهم “للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بناءً على قاعدة المصالح المشتركة”.
المؤسسة العشائرية ومستقبل المنطقة
تأسيس المجلس يجري في تركيا حاليًا، وقال نامس الدوش، رئيس مجلس عشيرة “البكارة” في الشمال السوري، إن تجمعات العشائر لن تعمل معه، “إلا إذا كان في الداخل وحدد أهدافه التي لم ينفذ شيء منها منذ أول مؤتمر”.
وجرت محاولات لتوحيد العشائر العام الماضي، بعد دعوة “حكومة الإنقاذ السورية” لاجتماع نهاية 2017، على أساس تشكيل مجلس شورى، إلا أنه لم يحصل شيء بعد ذلك، وفق الدوش، ولفت إلى أن الداخل السوري “يضم كتلة قوية”.
يضم الداخل السوري تجمعات عشائرية منها: اتحاد القبائل، ومجلس القبائل والوجهاء، ومجلس شورى العشائر، التي تحاول تشكيل مجلس الداخل الموحد في القريب العاجل، بحسب رئيس “البكارة”.
واعتبر الدوش أن التمثيل العشائري في “درع الفرات” قليل، ومرجعه على الأغلب لمنطقة إدلب، مؤكدًا أن “وجهاء حلب وشيوخهم أغلبهم موجودون غربي حلب وجنوبها”.
وفق رؤية رئيس مجلس “البكارة”، فإن المرحلة المقبلة ستشهد “ثورة مؤسسات سعيًا لإرضاء للناس على ما حصل، بسبب عدم إيفاء الوعود التي قدمتها ما تعرف بأصدقاء سوريا وعلى رأسها الجارة تركيا”.
ولفت إلى أن “المؤسسة العشائرية هي الأقوى التحامًا بين المجتمع السوري، كونها محكومة بعادات وتقاليد وصلات دم”، بينما قال إن المشروع المقبل للعشائر في المنطقة مدعوم من تركيا، مؤكدًا “لن نقبل كأبناء قبائل بأن ينحرف عن المسار الذي نرجوه من المجلس الأعلى”.
وحدد بعض الأساسيات على رأسها: “الدفاع عن حقوق المجتمع الداعم للثورة وإسقاط النظام، وعدم قبول أي حليف للأسد في المرحلة المقبلة، بل أن يمثل من يكون فيه الثوار والشعب الثائر”.
عقد المؤتمر التأسيسي الأول للمجلس الأعلى، 12 كانون الأول 2017 في اسطنبول التركية، تلاه آخر على مدار يومين في مرسين، منتصف شباط الماضي، وانتخب خلاله الشيخ رافع عقلة الرجو رئيسًا للمجلس، إلى جانب رئيس للأعيان، ووضع نظام داخلي.
وتبع ذلك لقاءات شمالي حلب ضمن منطقة “درع الفرات”، مع تجمعات العشائر في الباب واعزاز وجرابلس، وفق الحجي، الذي قدر أعداد العشائر التي حضر ممثلوها في اسطنبول بقرابة 92 قبيلة وعشيرة على رأسها: البكارة، الدمالخة، البوشعبان، الولدة، العكيدات، الجبور، الموالي، بني خالد، الفواعرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :