د. أكرم خولاني
يصاب الكثير من الناس بمسامير لحمية في القدمين، تسمى مسمار اللحم، أو مسمار القدم، أو عين السمكة، ومع أن هذا المرض لا يبدو خطيرًا، قد يعرقل حياة الشخص المصاب به لعوائق صحية، إذ يصبح عاجزًا عن المشي بصورة طبيعية بسبب الألم الذي يشكله له الأصبع أو القدم المصابة، ولذا يتوجب الحذر من الإصابة بهذا المرض، وعلاجه بالشكل الصحيح والمناسب عند حدوثه.
ما المقصود بمسمار القدم
مسمار القدم Foot Corn عبارة عن طبقة من الجلد، صلبة، شمعية الشكل، شفافة، جافة، وغالبًا ما تظهر على الأماكن غير المسؤولة عن حمل الأوزان كرؤوس وجوانب أصابع القدم، وخاصة بين الأصبعين الرابع والخامس.
وتتكون من خلايا جلدية ولحمية ميتة قاسية تتراكم على سطح الجلد، قد تبدو على شكل بثور سطحية، إلا أنها عادة تكون على شكل قمع عميق في الجلد يحدث ألمًا مزعجًا إذا تعرض للضغط عليه.قد يصيب مسمار القدم الأشخاص في أي عمر، ولكن ترتفع احتمالية الإصابة به بعد تجاوز الخامسة والستين من العمر، إذ قد يصاب 20-65% من الأشخاص في هذه الفئة العمرية بمسامير الأقدام.
ما أسباب الإصابة
هذا المرض غير معد، ويعد الضغط والاحتكاك المسبب الرئيسي للإصابة بمسمار القدم، وتشمل العوامل المسببة للضغط والاحتكاك ما يلي:
- ارتداء حذاء غير مناسب: إذ إن الأحذية الضيقة أو ذات التكوين القاسي أو غير الطرية، إلى جانب الكعب العالي، تعمل على زيادة الضغط على القدمين، كما أن ارتداء الأحذية الواسعة قد يتسبب في انزلاق القدم داخلها وزيادة الاحتكاك ما بين الأصابع والحذاء.
- عدم ارتداء الجوارب عند انتعال الأحذية: هذا الأمر يزيد من احتكاك القدم مع الحذاء بشكل كبير، كما أن ارتداء الجوارب ذات المقاس الخاطئ قد تسبب ظهور مسمار القدم أيضًا.
- السير حافي القدمين على أرض صلبة، أو السير على أرض خشنة، أو ممارسة الأنشطة الرياضية التي تعتمد على الضغط على القدمين.
ولا تتوقف أسباب ظهور مسمار القدم على الضغط والاحتكاك، بل تشمل أيضًا:
- الإصابة بأمراض العظام أو الروماتيزم أو السكري، الأمر الذي يحدث خللًا في توزيع الوزن بشكل متساو على الأرجل والأقدام.
- الوكعة: وهي عبارة عن نتوء غير طبيعي يظهر على المفصل الأساسي الموجود في قاعدة إبهام القدم.
- إصبع القدم المطرقية: وهو تشوه شكل الأصبع بسبب الثني الدائم للمفصل كنتيجة لإصابة في وتر الإصبع القاصي.
- بعض المشاكل الصحية التي ينتح عنها زيادة الاحتكاك داخل الحذاء مثل التهاب اللفافة الأخمصية، أو السمنة والوزن الزائد الذي يسبب الضغط الكبير على القدمين.
كيف يتم علاج مسمار القدم
قد يختفي مسمار القدم من تلقاء نفسه بعد التخلص من مصدر الضغط والاحتكاك المسبب له.
ولكن في بعض الحالات يبقى المسمار منغرزًا في الجلد، وعندها يتطلب العلاج.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة التوجه للطبيب قبل تطبيق أي وصفة إن كان المصاب مريضًا بالسكري أو أي مرض آخر يسبب قلة تدفق الدم إلى القدمين، ولكن إن كان لا يعاني من أي مشكلة صحية، فبإمكانه البدء بطرق العلاج المنزلية، وفي حال عدم التحسن يجب اللجوء إلى الطبيب.
العلاجات المنزلية:
- وضع القدم في ماء دافئ مع إضافة الصابون لمدة عشر دقائق تقريبًا من أجل جعل الجلد الصلب أكثر نعومة، ثم يتم فرك المنطقة المصابة باستخدام حجر الخفاف أو مبرد الأظافر ذهابًا وإيابًا لمدة 3-5 دقائق تقريبًا، ومن ثم تجفف القدم، وبعدها توضع قطعة من القطن عليها بعض من زيت الخروع على مسمار القدم وتثبت وتترك خلال الليل، وفي الصباح تزال هذه القطنة، ويتم وضع زيت الخروع على المنطقة المصابة عدة مرات خلال اليوم. بتكرار الخطوات السابقة عدة مرات يتم علاج مسمار القدم والتخلص منه.
- استخدام لصقات تباع من دون وصفة طبية تحتوي على حمض السالسليك، وإذا كانت المنطقة المتأثرة كبيرة الحجم يمكن استخدام السالسليك على شكل هلام (جيل).
العلاجات عند الطبيب:
- قص طبقات الجلد الزائدة: وذلك باستخدام مشرط مخصص لذلك، ويجدر التنبيه إلى عدم القيام بهذا الأمر من قبل المصاب لاحتمالية حدوث العدوى.
- الكي البرودة: حيث يقوم الطبيب المختص بإجراء جلسات كوي باردة لموضع المسامير، وهي في أغلب الأحيان مؤلمة نوعًا ما إلا أنها فعالة، وخاصة بعد أن يصبح حجم المسمار كبيرًا ويتأخر علاجه.
- الجراحة: لا يلجأ للجراحة إلا بعد تجربة الطرق السابقة.
ما سبل الوقاية
- تجنب انتعال الأحذية الضيقة والصلبة أو ذات الكعب العالي.
- انتقاء الحذاء الملائم لمقاس القدم، وارتداء الجوارب عند انتعال الأحذية المغلقة.
- غسل القدمين بالماء والصابون كل مساء، وفركهما لتنشيط الدورة الدموية، ولإزالة الجلد المتصلب.
- شراء الأحذية مساءً ليكون مقاسها مناسبًا، لأن الأقدام قد تنتفخ قليلًا خلال اليوم.
- الإكثار من تناول الأغذية التي تحتوي على الفيتامين B2.