شكل ترشح فيلم “lady bird” لجائزة الأوسكار، عن فئة أفضل ممثلة، وأفضل ممثلة مساعدة، وأفضل فيلم، صدمة لمتابعي السينما الذين وجدوا فيه فيلمًا “عاديًا”.
والسبب في ذلك أن الفيلم تناول قصة حياة مراهقة تدعى “كريستين”، تواجه مشاكل مع عائلتها وأصدقائها، تتعلق بالتقدير والحرية وتعارض الرغبات، وهي مشكلة يواجهها جميع المراهقين في كل أنحاء العالم.
ترفض “كريستين” الاسم الذي اختاره له والداها، وتفرض على الجميع مناداتها باسم “ليدي بيرد” الذي اختارته بنفسها، حتى إنها تستخدمه في أوراقها الرسمية بالمدرسة الثانوية.
تخجل “ليدي بيرد” من حياتها الفقيرة في مدينة ساكرامنتو، لذلك تركز دومًا على تحصيل قبول جامعي في مدينة بعيدة وكبيرة مثل نيويورك، وهو ما يسبب حزنًا لأمها التي تخشى عليها، وأبيها الذي تنجرح مشاعره كونه يشعر أن ابنته تخجل بأسرتها.
على صعيد المدرسة، نتعرف على “ليدي بيرد” في سنتها الأخيرة من المرحلة الثانوية، لنجدها شخصًا جريئًا، لا يبالي بمشاعر الآخرين، ولا يستطيع أن يقدر حدوده حقًا، إذ لا يردعها شيء عن السخرية حتى من معلميها.
علاقاتها العاطفية والاجتماعية مع الأصدقاء مبنية على أساس المصلحة، وتفضل دومًا التقرب من أولئك الذين ينتمون إلى الطبقة التي تسعى لأن تكون مثلهم، الأغنياء.
لكن “ليدي بيرد” ليست نموذجًا مثاليًا للشر، حتى إن المشاهد غالبًا سيتعاطف معها، وهي أقرب ما يكون لنموذج الإنسان الذي يسعى وراء اكتشاف رغبته، وتنقيتها من رغبات الآخرين. إنها في محاولة دائمة لإيجاد شخصيتها الحقيقية بعيدًا عن تأثير المحيطين بها.
لذلك تتخلى الفتاة عن أصدقائها الجدد الأغنياء والوسيمين، وتعود لصديقتها التي تشاركها أكل وجبات ضخمة دون الاهتمام بالوزن الزائد الذي يؤرق المراهقين.
ومع وصول الفيلم إلى مرحلة متقدمة من أحداثه، تبتعد الفتاة عن أهلها، لتعي تمامًا ما كانوا يتكبدونه في تحمل المسؤولية ورعايتها، وتعبر عن امتنانها لهم باستخدام الاسم الذي اختاروه لها للتعريف بنفسها، “كريستين”.
الفيلم من إخراج وتأليف جريتا جيروج، وبطولة سيرشا رونان ولوري ميتكاف، وتم إنتاجه عام 2017.