“Inferno”.. جحيم مبتذل على أنقاض “الكوميديا الإلهية”
تدور أحداث فيلم “Inferno” في عالم رواية “الجحيم” للكاتب دان براون، المقتبس عنها، وبالرغم من عدم صحّة مقارنة فيلم برواية، كون كل منهما يستخدم أساليب فنية مختلفة، ويجب تقييمهما بمعزل عن بعضهما، إلا أنه لا مفر هذه المرة من الدخول في تلك المقارنة.
الفيلم الذي أخرجه رون هاورد، وأسند بطولته لتوم هانكس، بدور عالم الآثار “روبرت لانغدون”، وهي الشخصية الأساسية في جميع روايات براون، أثر سلبًا على مضمون العمل الذي ظهر لأول مرة في الرواية.
ففي حين كان قارئ الرواية قادرًا على الاندماج بأحداثها، مقتنعًا بمبررات الكاتب التي يبتكرها كعوائق أمام البطل الذي يجب أن يتغلب عليها، بدت هزيلة وغير مقنعة في الفيلم الذي أعد السيناريو والحوار الخاص به، ديفيد كويب.
بل أن سرعة الأحداث أعطت الفيلم طابعًا هزليًا، فما أن يبدأ حتى نشاهد الممثلون يركضون في جميع الاتجاهات، هربًا من منظمات غير شرعية، أو حكومات متآمرة، دون أن يستغل فكرة إصابة “لانغدون” في رأسه، وإصابته بفقدان ذاكرة قصيرة الأمد، واضطرابات وهلوسات، ما يجعل المشاهد متحفزًا لمعرفة الحقيقة، هل “لانغدون” متورط بجريمة ما؟ هل الجهات التي نراها تطارده تريد مساعدته أم التخلص منه حقًا؟
الهلوسات التي أوقعت قارئ الرواية في حيرة من أمره، ظهرت على شاشة السينما مبتذلة للغاية، مليئة بالمؤثرات البصرية، درجة أن المشاهد ينفر مباشرةً، ولا تؤدي وظيفتها المرجوة منها.
لم يهدر هاورد هذه الفرص وحسب، بل أن طبيعة الموضوع الذي يعالجه الفيلم مليء بالمشاهد البصرية اللافتة، من آثار إلى متاحف وغيرها، حتى أن العمل برمته يعتمد بشكل أساسي على قصيدة “الكوميديا الإلهية”، للشاعر الإيطالي دانتي أليغييري، التي حظيت بالعديد من المعالجات البصرية والفنية والتشكيلية، وبالرغم من ذلك لم تظهر في الفيلم كعامل جذب مميز.
وتدور أحداث الفيلم حول عالم هندسة جينية ابتكر وباء للقضاء على ثلث سكان الكوكب، فهو يرى في التضخم السكاني صفارة إنذار تنبئ بانقراض الجنس البشري، ويخطط بمساعدة منظمة سرية لتنفيذ هجوم بيولوجي مروع، للحد من عدد سكان الأرض.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :