أعلنت روسيا قبولها باتفاق خروج “جبهة النصرة” من الغوطة الشرقية، وذلك بعد يوم من إعلان الفصائل العسكرية العاملة في المنطقة استعدادها لتنفيذ الاتفاق خلال 15 يومًا.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لوسائل إعلام روسية اليوم، الأربعاء 28 شباط، إن روسيا على استعداد لدعم انسحاب “جبهة النصرة” من الغوطة الشرقية.
وأضاف لافروف “نحن مستعدون لمختلف التبادلات، وقد تم استخدام أسلوب الانسحاب الطوعي للمسلحين مع عائلاتهم عند تحرير شرق مدينة حلب”.
وأكد “سنكون مستعدين لبحث أي خيارات من شأنها تحييد الإرهابيين ووقف أنشطتهم (…) إذا كان من الممكن خروجهم إلى مكان ما فلن نعارض، لكن هذا يجب مناقشته، وسنكون مستعدين لمناقشة أي خيارات من شأنها أن تنقذ أرواحًا بشرية في المقام الأول”.
ويأتي الموقف الروسي الحالي بعد يوم من دعم فصائل الغوطة الشرقية خروج “هيئة تحرير الشام” (التي انضوت النصرة فيها بعد تغيير مسماها وفك ارتباطها بالقاعدة) من المنطقة.
وفي بيان حصلت عليه عنب بلدي، أمس الثلاثاء، وجه كل من “جيش الإسلام، فيلق الرحمن، أحرار الشام”، رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش.
وقال الناطق الرسمي باسم “الفيلق”، وائل علوان، ومكتب التواصل في “جيش الإسلام” لعنب بلدي، إن اجتماعًا ضم ممثلين عن الفصائل الثلاث والفعاليات المدنية في الغوطة، ونتج عنه ستة بنود، على رأسها “الالتزام التام بإخراج مسلحي هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة والقاعدة وكل من ينتمي إليها”.
وبحسب الرسالة فإن الالتزام بخروجهم يكون خلال 15 يومًا، منذ بدء دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي، وفق آلية يتفق عليها في نفس الفترة، بالتعاون مع مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا.
وأشار لافروف إلى أنه “إذا اتفق زملاؤنا في الأمم المتحدة أو أولئك الذين لديهم تأثير على جبهة النصرة على إمكانية إخراجها من الغوطة، أرى أننا لن نعارض ذلك”.
ووفق مصادر عنب بلدي فإن عناصر “تحرير الشام” في الغوطة، يبلغ قرابة 200 عنصر.
ويأتي تراجع الموقف الروسي بخصوص الغوطة الشرقية، بعد اتهامات أمريكية لها بدعم النظام السوري حول مخزون الأسلحة الكيميائية، ورافق الأمر تهديدات بتوجيه ضربة جوية بسبب استمرار الهجمات على المدنيين في الغوطة الشرقية.
وكانت روسيا أعلنت عن هدنة إنسانية في الغوطة لمدة خمس ساعات (من التاسعة وحتى الثانية)، أمس، وفتح ممر إنساني حتى يتسنى للمدنيين المغادرة، بحسب قولها.
لكنه وحتى ساعة إعداد هذا التقرير لم يشهد “الممر الآمن”، التي أعلنت عنه روسيا في مخيم الوافدين في الغوطة الشرقية، خروج أي مدني.
وتتهم روسيا فصيلي “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” بمنع خروج المدنيين من الغوطة، واستهداف معبر الوافدين من قبلهم بقذائف الهاون.
لكن الفصيلين نفيا ذلك رسميًا.