طالبت واشنطن موسكو بالضغط على النظام السوري من أجل وقف الهجمات الجوية والبرية على الغوطة الشرقية، وذلك رغم دخول المنطقة في هدنة تمتد لـ 30 يومًا.
وفي بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت اليوم، الثلاثاء 27 شباط، قالت إن “النظام السوري وداعميه الروس والإيرانيين يواصلون الهجوم على الغوطة الشرقية، وذلك على الرغم من النداء الذي وجهه مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار”.
وأضافت أن “النظام يزعم أنه يحارب إرهابيين لكنه عوضًا عن ذلك يروّع مئات آلاف المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي وبهجوم بري يلوح في الأفق (…) إن استخدام النظام لغاز الكلور كسلاح لا يؤدي إلا إلى زيادة السكان المدنيين بؤسًا”.
ودخلت مدن وبلدات الغوطة الشرقية صباح اليوم في هدنة لخمس ساعات أعلنت عنها روسيا، على أن تفتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين منها.
وجاءت الهدنة بعد ثمانية أيام من تصعيد جوي على المنطقة أوقع أكثر من 500 مدني، بحسب ما وثقت مراكز حقوقية.
وأكدت نويرت أن “روسيا لديها النفوذ لوقف هذه العمليات العسكرية إن هي اختارت احترام التزاماتها المنصوص عليها في قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن الدولي”.
وشددت أن “الولايات المتحدة تدعو إلى إنهاء العمليات الهجومية فورًا والسماح بصورة عاجلة لفرق الإغاثة بمعالجة الجرحى وإيصال المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمسّ الحاجة اليها”.
وأعربت روسيا عن تخوفها، أمس الاثنين، من التهديدات الأمريكية الأخيرة حول استخدام القوة في سوريا، وذلك عقب إقرار هدنة في مجلس الأمن لمدة 30 يومًا لم تلتزم فيها قوات الأسد حتى اليوم.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف إن روسيا “قلقة للغاية” من التهديدات التي تصدر حول احتمال استخدام القوة ضد النظام السوري.
وأكد أن ذلك يتعارض مع مضمون قرار 2401 لمجلس الأمن والذي تم اعتماده السبت الماضي.
وجاء التخوف الروسي بعد حديث لمندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أن بلادها لا تستبعد استخدام القوة ضد القوات الحكومية في سوريا.
وتابعت هايلي، الجمعة الماضي، “الحل العسكري لا يستبعد في أي حال من الأحوال (…) لا نريد أن نكون في وسط النزاع السوري، لكننا نريد أن نعمل ما بوسعنا لحماية الناس من الأسلحة الكيميائية”.
ومنذ بداية شباط الجاري، تكررت التهديدات الأمريكية للنظام السوري والنفوذ الروسي في سوريا، ورافقتها دعوات من قبل الصحف الأمريكية لتوجيه ضربة للنظام السوري ردًا على استخدامه الأسلحة الكيميائية.
–