تكبدت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها خسائر وصفت بـ “القاسية” على أبواب الغوطة الشرقية، بعد ساعات من هجوم بري لها ضد مواقع فصائل المعارضة العاملة في المنطقة.
وتركزت الخسائر على الجهة الشرقية من الغوطة المعروفة بقطاع المرج، إذ قتل أكثر من 100 عنصر من “قوات النمر” أثناء محاولتها التقدم باتجاه بلدة النشابية، بحسب ما قال الناطق باسم أركان فصيل “جيش الإسلام”، حمزة بيرقدار.
وأوضح القيادي لعنب بلدي اليوم، الاثنين 26 شباط، أن حصيلة قتلى قوات الأسد أمس السبت تجاوزت 100 عنصر إلى جانب 50 جريحًا و14 أسيرًا، بالإضافة إلى السيطرة على دبابة “T72” وتدمير آلية جسرية حاولت تجاوز خط المياه المحفور في محيط المرج.
وعرض ناشطون مقربون من “جيش الإسلام” تسجيلًا مصورًا أظهر مقتل العشرات من قوات الأسد بعد استهدافهم في خنادق حفرتها الفصائل العسكرية بمحيط جبهاتها.
ولم يعلّق النظام السوري بشكل رسمي على مقتل عناصره، إلا أن صفحات موالية نعت عدة عناصر بينهم قائد مجموعات “درع قمحانة”، أحمد النبهان والقيادي في “قوات النمر”، محمد علي سليمان (أبو يوسف).
وذكرت وسائل إعلام النظام أن العمليات العسكرية على الغوطة الشرقية مستمرة ضد مواقع “جبهة النصرة”، ويساندها الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة.
وبحسب بيرقدار يحاول النظام التغطية على خسائره في المرج بترويج فكرة سيطرته على مناطق بينها النشابية والزريقية، مشيرًا إلى أن “الخسائر تؤدي إلى انهيار في الصفوف الخلفية لقوات الأسد، وبالتالي عملية الترويج تحول دون مرحلة الانهيار”.
وأكد أن “جيش الإسلام” لا يزال في مواقعه وجبهاته، ولم تستطع قوات الأسد التقدم لـ “متر واحد”.
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية تركزت هجمات قوات الأسد على الغوطة من منطقة المرج من محاور عين الزريقية والنشابية والريحان وحوش الضواهرة، بالإضافة إلى هجوم آخر على حرستا من جهة المشافي على طريق دمشق- حمص الدولي.
بينما شنت الهجوم الثالث على حي جوبر من جهة عين ترما، أما الرابع فمن جهة كرم الرصاص غرب مدينة دوما.
في جوبر وعين ترما لم تختلف ظروف المعركة ، وقال الناطق باسم فصيل “فيلق الرحمن”، وائل علوان، إن محاولات التقدم أحبطت بشكل كامل على جبهتي جوبر وعين ترما.
وأضاف لعنب بلدي أن “الفيلق” وصلته معلومات عن حشود كبيرة جدًا استقدمتها قوات الأسد قبالة جبهات عين ترما وجوبر، معتبرًا أن النظام يغطي على خسائر في الأرض بالقصف الجوي على المدنيين.
وبحسب مدير المكتب الإعلامي لـ”فيلق الرحمن”، موفق أبو غسان، أدخل النظام آليات عسكرية ودبابات إلى محاور جوبر في النقاط الأكثر قربًا على العاصمة دمشق بينها جبهة عارفة.
وأشار لعنب بلدي إلى استهداف متقطع بالرشاشات الثقيلة مصدرها أبنية الدفاع المدني وأبراج شارع جورج خوري.
وتأتي محاولات قوات الأسد الحالية بعد ساعات من تصويت الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالإجماع لصالح قرار كويتي- سويدي، لإعلان هدنة مدتها 30 يومًا على الأقل.
ويتضمن القرار 2401، الذي تأجل التصويت عليه لأكثر من مرة بسبب الاعتراض الروسي، مطالبة جميع الأطراف بوقف إطلاق النار في كافة المناطق دون تأخير لمدة 30 يومًا على الأقل.
وتتعرض مدن وبلدات الغوطة الشرقية لحملة قصف جوية مكثفة من الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري، ما أدى إلى مقتل أكثر من 500 مدني بحسب ما وثقت مراكز حقوقية.
واستقدمت قوات الأسد في الأيام الماضية العشرات من الميليشيات والفرق العسكرية التابعة لها، أبرزها “قوات النمر”، التي روج لها كطرف قائد للعمليات العسكرية للسيطرة على كامل الغوطة الشرقية.