قال البابا فرنسيس إن “الشر” لا يمكن محاربته بمثله في الغوطة الشرقية، داعيًا إلى نهاية فورية للعنف والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وفي تصريحات نقلتها وكالة “رويترز” اليوم، أحد 25 شباط، قال بابا الفاتيكان إن سوريا “تموت شهيدة” تحت وطأة هجمات مستمرة تقتل المدنيين في الغوطة، مضيفًا “لا يمكنك محاربة الشر بواسطة شر آخر”.
وأشار إلى أن فكره “مشغول كثيرًا هذه الأيام بسوريا الحبيبة التي تموت شهيدة، إذ سقط آلاف المدنيين ضحايا العنف الذي لم تسلم منه حتى المستشفيات”.
ولم يحدد البابا فرنسيس الجهة المسؤولة عن الهجوم الذي تتعرض له مدن الغوطة الشرقية، وابتعد حديثه عن مسؤولية الطيران الروسي والنظام السوري في إيقاع مئات الضحايا المدنيين في الأيام الثمانية الماضية.
والتزم الفاتيكان، وهو أعلى سلطة مسيحية في العالم، بالتعاطي بشكل حيادي مع القضية السورية، دون توجيه أي انتقاد لطرف دون آخر، وكرّس خطاباته على الأوضاع الإنسانية المتفاقمة.
وتعرضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية لحملة قصف جوية مكثفة من الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري، ما أدى إلى مقتل أكثر من 450 مدني بحسب ما وثقت مراكز حقوقية.
وصوتت الدول الأعضاء في مجلس الأمن، مساء أمس السبت، بالإجماع لصالح قرار كويتي- سويدي، لإعلان هدنة مدتها 30 يومًا على الأقل.
ويتضمن القرار 2401، الذي تأجل التصويت عليه لأكثر من مرة بسبب الاعتراض الروسي، مطالبة جميع الأطراف بوقف إطلاق النار في كافة المناطق دون تأخير لمدة 30 يومًا على الأقل.
كما ينص على السماح بإجراء الإجلاء الطبي بشكل آمن وغير مشروط، والسماح للعاملين في المجالين الطبي والإنساني بالتحرك دون عراقيل.
ودعا البابا إلى وقف العنف على الفور حتى يتسنى إدخال الغذاء والدواء ويستطيع المرضى والمصابون المغادرة، قائلًا “كل هذا غير إنساني”.
وحذرت منظمة “أطباء بلا حدود”، في الأيام الماضية، من بدء نفاد الأدوية من المراكز الطبية والمستشفيات في الغوطة الشرقية بسبب الحملة العسكرية التي تشهدها.
وفي تقرير لها، في 21 شباط الجاري، قالت إن القصف الجوي والمدفعي المكثف على أحياء الغوطة تسبب بخروج 13 مستشفى وعيادة تابعة لها عن الخدمة بسبب تدميرها بالكامل.
ونوهت المنظمة إلى أن منشآتها تكاد تنفد تمامًا من أكياس الدم وأدوية التخدير العامة والمضادات الحيوية الوريدية، والتي تعتبر ضرورية في أي عملية جراحية.