روسيا تحاول الالتفاف على هدنة الغوطة بذريعة “جبهة النصرة”
اتهمت روسيا فصائل المعارضة العاملة في الغوطة الشرقية بتعطيل المبادرات الخاصة بالمنطقة ورفض فتح المعابر الآمنة للمدنيين، بالتزامن مع هجوم بري بدأته قوات الأسد صباح اليوم، رغم إقرار هدنة في سوريا لمدة 30 يومًا.
وفي بيان للخارجية الروسية اليوم، الأحد 25 شباط، جاء فيه أن “المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غوطة دمشق الشرقية كانت تجري بين الجيش والفصائل المسلحة، لكن المسلحين رفضوا جميع المبادرات وحالوا دون فتح ممرات إنسانية ومنعوا السكان المدنيين من مغادرة المنطقة”.
وأشار البيان إلى أن نص مشروع القرار يستثني بوضوح تنظيم “الدولة” و”جبهة النصرة” والجماعات المتحالفة معها من نظام الهدنة، مؤكدًا أن العمل العسكري ضدها مستمر رغم محاولات بعض اللاعبين الخارجيين استغلال الهدنة لـ “تقسيم سوريا”.
لكن الفصائل العاملة في الغوطة، المتمثلة بـ”جيش الإسلام وفيلق الرحمن”، أبدت التزامها بالهدنة التي أقرها مجلس الأمن، وأعلنت أنها مستعدة لتسهيل إدخال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين.
ويأتي بيان الخارجية الروسية بعد ساعات من بدء قوات الأسد والميليشيات المساندة لها هجومًا من أربعة محاور على الغوطة الشرقية، في خطوة للتوغل إلى عمق المنطقة.
وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام النظام السوري يستهدف الهجوم مواقع فصيل “جبهة النصرة” المنتشر في مناطق مختلفة شرق دمشق.
ويتزامن البيان مع إعلان إيران أنها ستستمر بعملياتها العسكرية في الغوطة الشرقية، واعتبرت أن الهدنة التي تم إقرارها أمس فرصة للفصائل العسكرية لـ “التقاط أنفاسهم”.
وقال رئيس الأركان العامة للقوات الإيرانية، اللواء محمد باقري منذ ساعات إنه “ينبغي تطهير كل الأراضي السورية من دنس الإرهابيين في غضون الأشهر المقبلة، لكي يتسنى للشعب السوري العيش بهناء”.
وقال “سنلتزم بقرار وقف إطلاق النار وستلتزم سوريا كذلك، لكن أجزاء من ضواحي دمشق التي يسيطر عليها إرهابيون غير مشمولة بوقف إطلاق النار و عمليات التطهير ستستمر هناك”.
وصوتت الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالإجماع لصالح قرار كويتي- سويدي، لإعلان هدنة مدتها 30 يومًا على الأقل.
ويتضمن القرار 2401، الذي تأجل التصويت عليه لأكثر من مرة بسبب الاعتراض الروسي، مطالبة جميع الأطراف بوقف إطلاق النار في كافة المناطق دون تأخير لمدة 30 يومًا على الأقل.
كما ينص على السماح بإجراء الإجلاء الطبي بشكل آمن وغير مشروط، والسماح للعاملين في المجالين الطبي والإنساني بالتحرك دون عراقيل.
وذكرت الخارجية الروسية في بيانها أن موسكو دعمت هذه المبادرة (الهدنة) انطلاقًا من مهمة تخفيف معاناة المدنيين السوريين، بعد مراعاة التعديلات المقترحة من قبل روسيا في هذه الوثيقة.
وبحسب ما ذكرت صفحات موالية للنظام السوري، اتجهت عدة ميليشيات مدعومة إيرانيًا إلى جبهات الغوطة الشرقية صباح اليوم، وخاصةً على جبهات حي جوبر ومحور المشافي في حرستا.
وتعرضت مدن وبلدات الغوطة الشرقية لحملة قصف جوي مكثف من الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري، ما أدى إلى مقتل أكثر من 450 مدنيًا بحسب ما وثقت مراكز حقوقية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :