خطيب بدلة
وأنا أقرأ التحقيق الصحفي الذي نشرته “رؤى الزين”، في صحيفة عنب بلدي العدد 313، عن موضوع إيجارات البيوت في مدينة إدلب، تبادر إلى ذهني، على الفور، أنه من الضروري، والملحّ، توجيه تحية خَصْ نَصْ إلى الشيخ أبو عبدو البغدادي، أمير تنظيم داعش المحترم (فرع تنظيم القاعدة رقم 1) الذي أمر مجاهديه بنقل مكاتبهم الجهادية من الرقة، بعدما سوتها طائرات التحالف الدولي مع الأرض، إلى قرى ريف المعرة الشرقي، فلحقت بهم الطائرات المجرمة إياها، ولاقتها الطائرات الروسية والسورية، وباشر الجميع القصف والخلع والدج بسكان تلك القرى المدنيين الآمنين، وأجبروهم على أن يحملوا “شوية كراكيب وقراقيع” مما هو متوفر في بيوتهم، ويركضوا، لاهثين، باتجاه محافظة إدلب التي أصبحت، بفضل الشيخ أبو برهو الجولاني، أمير جبهة النصرة المحترمة (فرع تنظيم القاعدة رقم 2)، أقل قصفًا، وأكثر أمانًا، في الوقت الحاضر.
كما ونشكر، ونحيي، مع قَمْزة من الزمار أبو حْمَيّد المطربي، وخمسمئة ليرة سورية محروقة، الجيشَ العربي السوري الباسل، والقوات التي أسماها الفيلسوف الرواقي محمد قبنض “الرادفة”، على الإنجازات الهائلة التي حققوها في مجال ضرب البنى التحتية، وتهديم المنشآت، وطرد المدنيين الذين تربطهم بالإرهابيين صلة قرابة، من محيط العاصمة، والمناطق الوسطى، والشمالية، والحدودية مع لبنان، والسماح لهم بالهجرة إلى إدلب، حصريًا، مما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد سكان مدينة إدلب والمدن والبلدات والقرى التابعة لها.
هذه الأعمال التاريخية العظيمة، بدورها، حققت للقيادة الحكيمة مكاسب عديدة، أولها، أنها استفادت من البيوت التي أُجبر أهلها المعارضون (الإرهابيون- المتآمرون) على مغادرتها في إسكان أناس أولاد أصل، يعرفون قيمة القائد ابن القائد الذي استخسر فيه السيناتور الراحل خالد العلي أن يكون مجرد رئيس لدولة صغيرة وقليلة الأهمية مثل سوريا، بينما هو، في الواقع، قادر على قيادة العالم!
وثانيها، أنه أصبح بإمكان الدبلوماسية السورية، بقيادة وليد المعلم وأيمن سوسان وبشار الجعفري، أن تقنع العالم، الآن، بأن المنطقة الجغرافية السورية التي يستوطنها تنظيم القاعدة الإرهابي، بفروعه المختلفة، لم تعد محافظة الرقة، كما كان في السابق، وإنما هي محافظة إدلب، يعني، وبحسب الفلسفة الثاقبة التي أرسى دعائمها الفيلسوف الرواقي محمد قبنض، يجب على دول العالم التي تريد مكافحة الإرهاب، والقوات “الرادفة”، أن تنوب عن القيادة السورية الحكيمة في تدمير محافظة إدلب، وقتل أهلها مع ضيوفهم الأعزاء، فيما أمكن من السرعة، شرط أن ينسقوا خلال هذا العدوان السافر مع وليد المعلم شخصيًا.
وأما البند الثالث، فيتعلق بالفترة التي سيبقى خلالها هؤلاء القوم المُهجَّرون من ديارهم على قيد الحياة، في إدلب وريفها، والمفروض أن تكون فترة عصيبة، يعانون خلالها من الفقر والقلة والذلة، ولا شك أن ارتفاع أسعار البيوت الناجم عن الاكتظاظ السكاني، كما جاء في التحقيق الصحفي، كفيل بإنهاكهم، وجعلهم يندمون على اليوم الذي فكروا فيه بمعاداة القائد ابن القائد التاريخي، والقوات “الرادفة”.