تبدأ أحداث فيلم “sweet November” (نوفمبر الجميل)، مع تعرفنا على شخصية شاب يدعى “نيلسون”، يعامل نفسه بصرامة، ويبدو أنه يعمل حرفيًا على مدار 24 ساعة.
كان “نيلسون” تجسيدًا حقيقيًا للأخلاق “العملية”، ولا يمكن تمييزه عن روبوت آلي سوى بالدم واللحم، أما الإحساس فهذا شيء لا يعرفه، لدرجة أنه يتسبب بطرد فتاة من امتحان شهادة السياقة، لأنه حاول الغش منها.
لكن الفتاة التي تدعى “سارة” ستغير حياة “نيلسون” للأبد، الرجل الأناني والمتهور، لكنه في ذات الوقت جبان، كونه لا يجرؤ على تغيير أي شيء من نمط حياته، وستقلب قواعدها رأسًا على عقب.
محور قصة الفيلم يدور حول “سارة”، التي تدفعها ظروف خارجة عن إرادتها للعيش كل شهر مع شخص غريب، لكنها خلال هذه الفترة تعمل وكأنها طبيبة نفسية على مساعدة الأشخاص الذين يدخلون إلى حياتها من أجل تجاوز عقبات سلبية في حياتهم.
الخجول مثلًا تعمل معه على تعزيز ثقته بنفسه، “نيلسون” تعمل معه على كسر جمود حياته، وتفعيل حواسه من جديد، للاستمتاع بالحياة التي فقدها منذ زمن بعيد.
إذ إن بطلي الفيلم متناقضان تمامًا، فـ “سارة” كانت مديرة لشركة حيوانات أليفة، وحين بدأ عملها بالنمو توقفت، لأنه ببساطة لم يعد ممتعًا، أما “نيلسون” فإنه يعيش وكأنه في دورة عسكرية، ويعمل لأجل العمل والمال.
الزمن عامل مهم في قصة الفيلم، فـ “سارة” تختار شهرًا واحدًا لتعيشه مع شخص غريب، لأن الشهر طويل بما يكفي ليكون له معنى، وقصير بما يكفي لتبقى بعيدة عن المشاكل.
وبالرغم من اللمسة الكوميدية للفيلم الذي أخرجه بات أوكونور، ولعب دور بطولته كيانو ريفز وتشارلز ثيرون، إلا أنه يصدم مشاهديه بكم الحزن المختبئ في كواليس هذه الحياة الممتعة التي يشاهدها.