حب في الحصار.. الرضا بأمعاء خاوية
يتناول فيلم “حب في الحصار” حياة عائلة محاصرة جنوبي دمشق، من قبل قوات النظام السوري، والأساليب التي تتبعها للحفاظ على حياتها.
وبالرغم من قسوة الواقع الذي يصوره الفيلم، إلا أنه يأخذ اسمه من الجو “الحميمي” المخيم على أفراد العائلة، خلال معاناتهم اليومية لتأمين موارد العيش.
تتولى الأم مهمة البحث عن المياه والأعشاب الطبيعية القابلة للطبخ، ويتبعها طفلاها بغريزة بدائية لم يهزمها الجوع والتعب، بينما يتولى الأب مهام أخرى تتعلق بإصلاح الأضرار في منزل أشبه بالخرابة، وتأمين وسائل التدفئة بالتضحية بما تبقى من البيت المتلف.
ورغم هذا تحافظ العائلة على نظرة مليئة بالرضا، كونهم مازالوا مع بعضهم البعض ليس أكثر، دون أن ننسى أن الفيلم وثائقي، ويصور حياة عائلة طبيعية وليس ممثلين عليهم أداء دور معين.
ويصف الأطفال طبخ والدتهم بـ “الاختراع”، كونها تعمل على تجميع أعشاب ذابلة ومتنوعة من كيس مهمل، بينما يشارك الصغار بعضهم بما حصلوا عليه من طعام.
وعبر الراديو تسمع العائلة المحاصرة أخبار الأسعار والأسواق والمواسم في العاصمة وريفها، بينما لا يصلهم منها شيء.
الفيلم الذي أنتجته شركة “بدايات” عام 2015، من إخراج مطر إسماعيل، ربما يجيب الآن عن أسئلة مهمة حول حياة المحاصرين عمومًا، من هم؟ وكيف يعيشون؟ وبالتالي يجيب عن السؤال الجوهري، هل يستحقون هذا العقاب؟
الإجابة عن هذه الأسئلة ربما لا توقف شيئًا من عجلة الحرب التي تطحن السوريين أينما كانوا، لكنها تقدم للـ”آخر” المؤيد لسياسة الحصار واستهداف المدنيين، أيًا كانت توجهاته السياسية، صورة عن شكل الجريمة التي يشارك بها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :