عنب بلدي – داريا
ليس هناك من موت لم يجربه السورييون في محنتهم الممتدة منذ حكم آل الأسد سوريا، ولكن بالنسبة للشهيد أسامة فقد كان طريقه إلى الموت معبدًا بما هو أقسى.
أسامة العبار… أبو أويس
من مواليد داريا 1980، درس الثانوية في داريا ثم أتم دبلوم اللغة العربية في بيروت، يصفه أحد أصدقائه بالشاب «شديد الذكاء والإخلاص»، يعرفه من تعامل معه عن قرب بقوته البدنية وشهامته وحسن أخلاقه.
عندما انطلقت الثورة كان من أوائل الذين انضموا إليها في مدينة داريا، شارك في معظم التظاهرات التي خرجت فيها، وكان يتصدر صفوفها الأولى، وعندما تسلحت الثورة وصار وجود الجيش الحر ضروريًا بحكم قمع النظام الكبير لأهالي المدينة كان من السباقين الذي دافعوا عن مدينتهم بوجه آلة الأسد.
بعد ملاحقات عديدة من قبل النظام ذهب إلى لبنان، وهناك تابع نشاطه الثوري لأشهر عديدة، ثم تعرض للاعتقال على يد الأمن اللبناني لعدة أشهر بتهمة حمله لأوراق مزورة، ثم أفرج عنه وطلب إليه مغادرة لبنان.
وفي 22 من شهر أيار 2014 اعتقلت زوجته رشا شربجي (وهي حامل) مع أبنائه أويس (4 سنوات) ومنى (3 سنوات) وبتول، بالإضافة إلى شقيقتيه بنان (38 سنة) وليلى (37 سنة)، من مركز الهجرة والجوازات بدمشق أثناء قيامهم باستصدار جوازات السفر، وذلك للضغط على أسامة ليسلم نفسه.
بعد ذلك غادر أسامة إلى تركيا، وهناك دخل إلى شمال سوريا ومنه انطلق مرة أخرى إلى ريف دمشق ودرعا، ثم عائدًا إلى الشمال سوريا في مهمات ثورية.
بعد أن سدت في وجهه السبل، ولم يبق له أي فرصة في البقاء، استدان أسامة مبلغًا من المال وقرر الذهاب إلى أوروبا بطريقة غير شرعية، فاتجه إلى ليبيا ومنها ركب في القارب ليلقي حتفه بعد أن انقلب القارب قبالة الشواطئ الليبية.
ما تزال رشا (زوجته) معتقلة لدى المخابرات، وقد وضعت في سجنها توأمًا مؤخرًا.
يقول أحد أصدقاء أسامة «لقد كانت الأم وثلاثة أطفال ينتظرون الحرية ليروا أباهم، والآن باتوا خمسة يتامى وأمهم لا ينتظرون إلا الحرية».