عنب بلدي – العدد 138 – الأحد 12/10/2014
سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على المربع الأمني لمدينة كوباني (عين العرب)، بعد معارك عنيفة ضد قوات الحماية الكردية، التي ما زالت تحاول صد تقدم قوات التنظيم نحو باقي أحياء المدينة، دون أن تفلح ضربات التحالف الدولي في إيقاف زحف التنظيم.
وبات مقاتلو «الدولة» يسيطرون على نحو 40 في المئة من المدينة، التي تبلغ مساحتها 6 إلى 7 كيلومترات مربعة وتحيط بها 356 قرية، وذلك بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب.
وبعيد سيطرتهم على المربع الأمني الذي يضم مبان ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية، شنّ مقاتلو التنظيم هجومًا «كبيرًا» من جهة الجنوب ليل الجمعة، إلاّ أن المقاتلين الأكراد نجحوا في صد الهجوم بعد نحو ساعة ونصف من الاشتباكات العنيفة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورجح نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي توني بلينكن إكمال التنظيم السيطرة على المدينة رغم ضربات التحالف التي تستهدفه في المنطقة، إذ قال الجمعة إن التنظيم الذي يسيطر على 40 في المئة من المدينة… قد يتمكن من السيطرة عليها بالكامل».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، «سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على المربع الأمني في عين العرب الواقع شمال المدينة، والذي يضم مقرات وحدات الحماية والأسايش (قوات الأمن الكردية) والمجلس المحلي للمدينة».
وأشار عبد الرحمن إلى أن مقاتلي «داعش» يتوغلون في المدينة، موضحًا أن «السيطرة على المربع الأمني تتيح لعناصر تنظيم داعش التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا إلى الشمال من المدينة»، مشيرًا إلى أن تمكنهم من السيطرة على المعبر «يعني محاصرتهم المقاتلين الأكراد في عين العرب» من الجهات الأربع.
وأضاف المرصد أن «الجهاديين طوّقوا صباحًا شمال عين العرب للوصول إلى المعبر الحدودي مع تركيا»، موضحًا أنّ التهديد التي تمثله غارات «التحالف الدولي» دفع مقاتلي التنظيم «إلى نقل الذخيرة عبر الدراجات النارية».
وكان انفجار قوي هز وسط كوباني يوم الجمعة، نتيجة هجوم بسيارة مفخخة شنّه مقاتلو «الدولة» على بعد نحو 200 متر غرب المواقع الكردية، ولم تتوافر أي حصيلة للهجوم.
ولم تفلح كثافة الضربات الجوية لقوات التحالف في إيقاف تقدم التنظيم، إذ أعلنت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي أن الجيش شنّ تسع ضربات جوية في سوريا استهدفت مقاتلي «الدولة» يومي الخميس والجمعة، بينها سبع ضربات قرب مدينة كوباني الحدودية.
وأضاف الجيش في بيان، أن ضربتين استهدفتا منطقة إلى الجنوب الشرقي من كوباني، موضحًا أن الضربتين دمرتا منشأتي تدريب تابعتين لـ «داعش».
وتابع الجيش أن أربع ضربات أخرى وقعت إلى الجنوب من مدينة كوباني واستهدفت عربات ودبابة ووحدتين صغيرتين لمقاتلي التنظيم.
واستهدفت الضربة السابعة منطقة إلى الشمال الشرقي من كوباني، فيما استهدفت ضربتان مدينتي دير الزور والحسكة.
وبلغ عدد الذين قتلوا منذ بدء هجوم التنظيم على كوباني في 16 أيلول الماضي 554 شخصًا.
وذكر المرصد في بيان له، أن «من بين المجموع العام للخسائر البشرية 20 مدنيًا كرديًا وما لا يقل عن 226 من مقاتلي وحدات (حماية الشعب الكردي) وقوات الأمن الداخلي الكردية (أسايش) خلال الاشتباكات مع داعش في ريف مدينة كوباني ومحيطها».
وأضاف أن «الحصيلة تشمل كذلك 298 من عناصر التنظيم و10 مقاتلين من الكتائب الداعمة لوحدات الحماية الكردية».
وأكد البيان أن «العدد الحقيقي للخسائر البشرية من الطرفين ربما يكون ضعف الرقم الذي تمكّن المرصد من توثيقه حتى الآن، بسبب التكتم الشديد على الخسائر البشرية، وصعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق والقرى التي شهدت اشتباكات عنيفة وتفجيرات بين الطرفين».
وأسفرت المعارك عن نزوح أكثر من 300 ألف شخص انتقل غالبيتهم إلى الجانب التركي من الحدود، فيما تشهد الأراضي التركية احتجاجات تتهم الحكومة بدعم التنظيم ضد مسلحي الأكراد.