قالت تركيا إنها لا تتواصل مع النظام السوري بصورة مباشرة، بل عبر أجهزتها الاستخباراتية التي تقوم بهذه العملية في ظروف استثنائية، وذلك عقب دعوة روسيا لجلوس الطرفين حول موضوع عفرين.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم غالن اليوم، الأربعاء 21 شباط، قوله “ليس لدينا اتصالات رسمية مباشرة مع النظام السوري، لكن يمكن لمؤسساتنا المعنية وأقصد هنا أجهزتنا الاستخباراتية الاتصال بشكل مباشر أو غير مباشر معه في ظروف استثنائية لحل مشاكل معينة عند الضرورة”.
وأضاف “التواصل يندرج ضمن وظائف أجهزتنا الاستخباراتية”.
ويأتي حديث غالن بعد يوم من دعوة روسيا للحكومة التركية والنظام السوري إلى مفاوضات مباشرة لحل الأمور المتعلقة بمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، والتي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” (الكردية).
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الثلاثاء، إن “حل مشكلة عفرين يكمن في الحوار المباشر بين أنقرة ودمشق”.
وأضاف لافروف “بخصوص عفرين، نحن نقف بحزم إلى جانب حل جميع القضايا المتعلقة ذات الصلة، لكن تلك الحلول يجب أن تتم في إطار وحدة أراضي سوريا”.
وبحسب غالن، وصلت معلومات استخباراتية إلى تركيا قبل عملية “غصن الزيتون”، تشير إلى محاولات تحويل منطقة عفرين إلى “قنديل” جديدة، وهذا ما يؤكده واقع العملية، بحسب تعبيره.
وأضاف “لا يوجد هناك اتفاق بين النظام والوحدات في عفرين، وإن وجد فإن غصن الزيتون مستمرة كما خطط لها لمواجهة التنظيمات الإرهابية”.
ودخلت منطقة عفرين خلال الساعات الماضية في دائرة التصريحات التركية والتابعة للنظام السوري.
وجاءت التطورات عقب إعلان النظام السوري نيته إدخال “قوات شعبية”، أول أمس الاثنين، إلى عفرين، لصد الهجوم التركي على المنطقة، وتبعه تهديد تركي بقتال قوات الأسد في حال وقفت إلى جانب “الوحدات”.
وأطلقت تركيا عملية عسكرية تحت مسمى “غصن الزيتون” في 20 كانون الثاني الماضي، واستطاعت فصائل “الجيش الحر” السيطرة على عشرات القرى والنقاط في محاور مختلفة بمحيط عفرين.
وفي سياق التصريحات عن المنطقة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، “خلال الأيام المقبلة ستتوجه قواتنا المسلحة بشكل أسرع لحصار مركز مدينة عفرين”.
لكن مصادر موالية للنظام السوري نشرت تسجيلات مصورة لعشرات المقاتلين قالت إنهم يتجهزون للدخول إلى عفرين.
وعقب دخولهم أعلنت تركيا استهدافهم بقصف مدفعي، ما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة آخرين، الأمر الذي أجبرهم على الانسحاب من المنطقة بشكل فوري.
وفي اليوم الأول لعملية “غصن الزيتون” قالت الخارجية التركية إن تركيا أبلغت النظام السوري كتابيًا بخصوص عملية عفرين، عن طريق القنصلية السورية في مدية اسطنبول.
وخلال مؤتمر صحفي لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، من الأردن، الاثنين الماضي، قال إنه في حال دخلت قوات النظام إلى عفرين بهدف حماية “الوحدات”، فلا أحد يستطيع منع الجنود الأتراك من التصدي لها.
لكنه دعم دخول قوات الأسد في حال كان هدفها “القضاء” على من وصفهم بـ “الإرهابيين” في إشارة إلى “الوحدات”.
–