“تحرير سوريا” و”تحرير الشام” تشعلان إدلب
ازدادت حدة المواجهات العسكرية بين فصيلي “جبهة تحرير سوريا” و”هيئة تحرير الشام” في الساعات الماضية، وانسحبت إلى معظم مناطق إدلب، وسط تقدم أحرزته الأولى في ريف المحافظة الجنوبي.
وأفادت مصادر عسكرية من المنطقة لعنب بلدي اليوم، الأربعاء 21 شباط، أن الاشتباكات بين الفصيلين انسحبت إلى معظم مناطق إدلب، بعدما تركزت منذ منتصف ليل أمس في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي.
ووصفت المصادر المواجهات بـ”العنيفة”، وسط دخول الرشاشات والأسلحة الثقيلة.
وقالت المصادر إن “جبهة تحرير سوريا” سيطرت على مدينة أريحا وبلدة ترملا بشكل كامل من يد “الهيئة”، بعد انسحاب الأخيرة منها، مشيرةً إلى أن حواجز من الطرفين منتشرة بشكل كبير على الطرقات في محافظة إدلب.
وبدأت المواجهات والاعتقالات، أمس الثلاثاء، في مدن وبلدات ريف حلب الغربي، وبحسب وكالة “إباء” التابعة لـ”تحرير الشام” فإن “الزنكي (الحركة المنضوية في تحرير سوريا) بدأت اقتحام منطقة بيوتي وحاجز المحمود التابعين للهيئة، في محاولة منها للسيطرة على المنطقة”.
واتهمت “تحرير الشام” الحركة بأنها أصدرت تعميمًا على حواجزها لاعتقال عناصر “الهيئة”.
“تحرير سوريا” تصعّد
وأصدرت “الجبهة” المشكلة حديثًا بيانًا أمس الثلاثاء أكدت فيه أن هجوم “تحرير الشام” تزامن مع انشغال الأولى بمعارك الغوطة و”انهماك قادتها بالتجهيز لفتح معركة ضخمة ضد النظام السوري هدفها تخفيف الضغط عن الغوطة الشرقية، في المقابل كانت الهيئة تعمل أيضًا على إجلاء بعض أهالي قرية الفوعة باتفاق أحادي مع النظام وإيران”.
وأضاف البيان أن “الهيئة” قامت اليوم بشن حملة اعتقالات واسعة استهدفت عناصر “تحرير سوريا” تبعها ليلًا هجوم عسكري على القرى والبلدات التي يسكنون فيها، ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات بين المدنيين والمقاتلين.
وحصلت عنب بلدي على بيان صدر عن القائد العام لـ”الجبهة”، حسن صوفان، قال فيه “لم نكن نريد أن نوقد جذوة الحرب بل أردنا إطفاءها وسعينا جاهدين لذلك ولا سيما في هذا الظرف العصيب، لكن مادام أنها نشبت فسوف نكون أهلًا لها إن شاء الله”.
وأكد أن المواجهات الحالية “ليس لدينا أي نية فيها لاستئصال أي جماعة، بل ذلك غير مقدور أصلًا لأي جماعة على أخرى وهو لا يصب في صالح الثورة”.
ووجه خطابًا لعناصر “الجبهة” جاء فيه “أوصيكم بعدم التعرض لأي من المهاجرين والأخذ على أيدي أي سفيه يستغل فرصة القتال للاعتداء على المهاجرين، والإساءة إليهم فأكثرهم بحمد الله بعيد عن هذا البغي وبريء منه”.
وفي بيان تشكيل “جبهة تحرير سوريا”، فإن الفصيلين (أحرار الشام والزنكي) أعلنا التوحد “للتأكيد على ثوابت الثورة السورية، واستجابة للشعب السوري”.
ودعوا كافة الفصائل العسكرية للانضمام إلى التشكيل، “ليكونوا فاعلين ومؤسسين في الجسم العسكري الجديد”.
إلا أن “تحرير الشام” اعتبرت الاندماج بداية لمواجهات ضدها من قبل الفصيلين.
“تحرير الشام” ترد
وظهرت نية “الهيئة” لفتح مواجهات مع “الزنكي” قبل أيام، بعد اتهام الأخيرة بمقتل المسؤول الشرعي لـ “الهيئة”، المدعو “أبو أيمن المصري”، في ريف حلب الغربي.
وقالت “الهيئة” إنه قتل خلال مروره وزوجته على أحد حواجز “الزنكي” في قرية الهوتة.
إلا أن مسؤول الحواجز في “الزنكي”، محمد نور، قال إن المصري كان يقيم في مناطق “الحركة” منذ خمس سنوات، وهو من المقربين لها، لكن الحادثة جاءت بالخطأ بعد الشك بأن السيارة التي كان يستقلها مفخخة.
وأوضح المسؤول الإعلامي والعسكري في “تحرير الشام”، نور الدين الإبراهيم، أن المواجهات العسكرية تتركز حاليًا في الريف الغربي لمدينة حلب فقط.
وقال لعنب بلدي إن “الزنكي” سيطرت أمس على عدة مناطق في ريف حلب، لكن “تحرير الشام” استعادتها اليوم بالكامل وسيطرت على مناطق جديدة.
وعن مدينة أريحا أشار الإبراهيم إلى اتفاق ضمن أهالي المدينة والفصائل يقتضي بتحيد المدينة، لكن “حركة أحرار الشام” غدرت فجر اليوم وحاصرت المقرات بالكامل وصولًا للسيطرة عليها.
وبحسب ما قالت مصادر إعلامية من إدلب لعنب بلدي أصيبت امرأة مساء أمس في إحدى المخيمات في باتبو، جراء الاشتباكات بين الطرفين.
وأوضح المسؤول العسكري لـ “تحرير الشام” أن الاشتباكات تتركز في الوقت الحالي في كل من تقاد، عاجل، جمعية الكهرباء، خان العسل.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :