عنب بلدي – العدد 138 – الأحد 12/10/2014
أطلق فريق «طريق الخبز»، الذي يضم مجموعة من الشباب المتطوعين «يسعون للوصول إلى قلوب الناس عبر فنهم الهادف»، مسرحية «دكاكين الثورة السورية» بحس إنساني ترفيهي، رابع أيام عيد الأضحى.
وعلى خشبة مسرح متواضعة في أحياء حلب المحررة، عرض العمل المسرحي للمخرج سلمان محمد، بمشاركة 14 شخص، شكلوا دكاكين للتربية والسياسة والإعلام والعسكرة والإغاثة وغيرها.
صلاح الأشقر، ممثل دور «دكان التربية»، ينقل لعنب بلدي أجواء التحضير الأولية للمسرحية قائلًا «البروفات جرت بأكثر من مكان في البداية، ثم استطعنا التدرب في صالة ألعاب رياضية وبعدها تدربنا بمنزل أرضي فارغ، حتى وصلنا إلى ضالتنا بعد عملية بحث طويلة، حيث عثرنا على صالة أفراح هجرها أصحابها لقربها من إحدى الجبهات».
وحاولت المسرحية تسليط الضوء على أخطاء الثورة ونقدها، كحال محمد نهاد، الذي مثل دور دكان الإعلامي، وتناول مهمة الإعلامي المتسلط على الثورة، منوهًا إلى «الذين صوروا واقع الثورة إلى تخيلاتهم ومصالحهم».
من دكان الإعلام وجّه محمد، الذي درس الإعلام من قبل، رسالته بوضوح، مبينًا مدى «تفاقم الحالة الإعلامية المتردية التي وصلنا إليها اليوم، بسبب طمع المتسلقين الأعمى على أحكام الثورة».
أما، فؤاد حلاق، الذي حمل السلاح لحماية المتظاهرين في المسرحية، فيقول لعنب بلدي «استمرت حمايتي لهذا الشعب الذي يضحي إلى اليوم، ومع اختلاف الآراء السياسية لم أزل أقدم الخير لأهالي الوطن».
وأضاف فؤاد «المسرحية بينت الأخطاء التي ارتكُبت بحق بالثورة، لكن ما زال هناك أشخاص مستمرون على مبدأ الثورة ولم ينحرفوا عنها بالرغم من كل الصعوبات».
«ثورة للبيع.. ثورة للبيع.. ثورة للبيع» مشهدٌ «مؤنب ومزعج ومؤلم» كما ينقل بعض الحضور، يخرقه صوت العنصر النسائي في المسرحية، حين ناشدت فتاة الشاب المسلح المتعب «هل هذا ما خرجنا لأجله.. انهض أطلق رصاصك كي تشق الغيم»، ليلتفت الشاب ويطلق النار على من «ساوم وباع أو خان الثورة»، في إشارة إلى ضرورة إيقاف تجاوزات المنتهزين والمتسلطين.
بدوره، أشار مخرج العرض سلمان محمد، أن هذه المسرحية هي «الأولى التي وصلت خشبة المسرح دون المرور على مكتب الرقابة منذ أكثر من خمسين عامًا»، متوقعًا أن «تعطي دفعًا لسكان المدينة المنهكين من الحرب، والبراميل على إحدى جبهات القتال مع النظام».
وأضاف إن هذه العمل «يسلط الضوء على 5 نماذج… تاجر وأستاذ وعسكري وإعلامي وسياسي هم نماذج فعالة بالثورة»، مردفًا «نحن شعب بداخله خير كثير… ومن هنا حاولنا أن نغير هذه النظرية السلبية التي أصابت كل نواحي حياتنا بالجمود والمرض».
وبحسب سلمان فإن «المدنيين مازالوا هنا رغم الموت والحرب، ولهم الحق بالتعرف على الفنون… أغلب من هنا لم يحضر عمل مسرحي في حياته حقهم وواجبنا كنشطاء أن نقدم لهم ذلك».
لم يتلقَ كادر المسرحية دعمًا خارجيًا، واعتمد العمل على جهود الفريق وتطوعه، وقد وزعت دعوات للحضور، الذين نقلوا من 3 ساحات إلى مكان العرض الذي لم تنشر عنه أي معلومات، تخوفًا من قصف يستهدف التجمع.
«ولن يكون هذا العمل هو الوحيد، فهناك تصور لعمل ثان في الفترة المقبلة، تمت كتابته وسنبدأ به قريبًا»، بحسب «دكنجي التربية» صلاح الأشقر، مشيرًا إلى أعمال غنائية وندوات ثقافية وشعرية ينظمها الفريق على خشبة المسرح.
استمد اسم الفرق من شارع المسارح في ولاية نيويورك الأمريكية (Broadway) المدينة الأكثر أمنًا في العالم، لتمثل في حلب أخطر مدن العالم عام 2014، وفق تصنيف مجلة «لايف واير» الأمريكية، ليؤكد الفريق أن «الكلمة أخطر وأقوى من بطش الأسد وبراميله».