عنب بلدي – العدد 138 – الأحد 12/10/2014
تحت شعار «بسمة عيد لأطفالنا» أقامت جمعية نارلجا الخيرية في منطقة نارلجا الريفية القريبة من مدينة أنطاكيا في تركيا حفلًا للأطفال السوريين والأتراك معًا رابع أيام عيد الأضحى، وذلك بحضور شخصيات فاعلة في المنطقة تقدمهم المختار ورئيس الجمعية ووجهاء وشيوخ ورجال أعمال.
ووجهت الدعوة لجميع أطفال المنطقة من سوريين وأتراك، وذلك بهدف تعزيز العلاقة الاجتماعية المميزة وتقديرا لأهل المنطقة وحسن ضيافتهم للنازحين.
بدأ الحفل بتلاوة أحد طلاب المعهد الشرعي في المنطقة لآيات من القرآن، تلاها ألعاب ثقافية منوعة وحركية وأغنيات محببة للأطفال، قام المنظمون بعدها بتوزيع هدايا مادية وعينية للأطفال الحاضرين، تبرع بها أحد داعمي الحفل. وألقى مختار المنطقة كلمة حث فيها على التآخي بين السوريين والأتراك وشبههم «بالمهاجرين والأنصار»، كما دعا الحضور إلى رعاية هؤلاء الأطفال والاعتناء بهم، متمنيًا زيارتهم المرة القادمة في سوريا المحررة.
معالم البهجة ارتسمت على وجوه الأطفال أثناء اللعب، كالطفل سليمان الرامي البالغ من العمر 12عامًا، والذي أبدى سعادة بالغة خاصة في لعبة البالونات التي أثارت حماسه، لكنه قال في حديثه لعنب بلدي إن العيد ليس له نفس طعم السعادة الذي عاشه في سوريا، فهو في كرناز يشتاق لأصدقائه ولمراجيح العيد هناك. كما عبر عن حزنه لغياب الزيارات التي تأتي بعد صلاة العيد، متمنيًا أن يكون للعيد القادم فرحة حقيقية مع أصدقائه وأقربائه عندما يكون بقربهم في منزله.
عنب بلدي التي شاركت الأطفال فرحتهم التقت بالأستاذ جميل شاهين، رئيس جمعية نارلجا المنظمة، الذي قدّم لنا معلومات عن الجمعية وأوضح أن طاقم العمل جميعهم من المتطوعين، وأضاف «تعمل الجمعية على أهداف رئيسية هي رعاية وتنظيم وإغاثة الأسر السورية في المنطقة، بالإضافة الى افتتاح مستوصف خاص بالسوريين بداية العام الجاري بجهود شخصية، وصل معدل خدماته إلى معالجة 3000 شخص خلال الشهر الواحد مع تقديم الدواء مجانًا… لكن للأسف تم إغلاقه مؤخرًا»، بحسب الأستاذ جميل، «لعدم وجود الرخصة التي تتطلب مبلغًا لتأمينها».
وعن طبيعة المنطقة وأحوال النازحين فيها، أشار شاهين إلى أن» نارلجا استضافت ما يقارب 4000، أسرة سورية تم تسجيلها وتنظيم أمورها حيث تقدم لهم جمعية «دعم الحياة» (وهي جمعية أخرى في المنطقة) بطاقات تموينية بقيمة حوالي 30 ليرة تركية (ما يعادل 15 دولار) للشخص الواحد شهريًا، بالإضافة إلى خدمات تعليمية وصحية وإغاثية متوفرة للسوريين في المنطقة «.
وتميزت نارلجا، كما أوضح شاهين، «بحسن استقبال السكان الأتراك لنا ورخص إيجارات السكن والمعيشة قياسًا بالمناطق الأخرى، ما جعلها مقصدًا لكثير من العائلات النازحة».
يذكر أن نارلجا، التي تعني أرض الرمان، هي منطقة ريفية قريبة من مدينة أنطاكيا، تبعد عنها ما يقارب 15 كم، ويعمل سكانها بالزراعة ومعظمهم يتكلمون اللغة العربية ما سهل التواصل بينهم وبين اللاجئين.