الذكرى 135 لميلاد راعي المواشي الذي تحوّل إلى أشهر نحاتي العالم
تحتفل “جوجل” اليوم بالذكرى 135 لميلاد النحّات الروماني الشهير، قسطنطين برانكوزي، الذي أسس قواعد نحت مختلفة عمّن سبقه في بدايات الثورة الحداثية للفن.
وبالرغم من أن كلمة “النحت” تعطي انطباعًا باحتراف “تقليد” الشكل، أو ابتكار الشكل نفسه، إلا أن برانكوزي كان له رأي آخر، إذ اعتبر أن الأمر متوقف على جوهر المنحوتة وليس شكلها.
طريقة التفكير هذه دفعت بالنحات الشهير إلى تطوير عمله وأسلوب عرضه، حتى توصل أخيرًا في العام 1922، إلى تحويل “ورشته” إلى متحف، بعد عرض أعماله في نيويورك، دون تدخل منه، حيث لاحظ أن قيمتها التي يريدها أن تصل للناس، لم تكن كاملة.
وهكذا احتفظ برانكوزي بتحفه الأصلية في ورشته، وحتى عند بيع أي عمل منها كان يقوم بتقديم نسخة جصية منها، حتى لا يفقد متحفه الخاص تكامله.
والسبب في ذلك أن برانكوزي اعتبر منحوتاته عاملًا متكاملًا، سيختل توازنه في حال فقد أحد عناصره، ولم يكتف النحات بادعاء أو تبني هذه الفكرة، إذ شكلت منحوتاته بالفعل عالمًا خاصًا بها، ضمن الأسلوب الذي يعرضه بها.
وكان منذ العام 1910 قد بدأ بابتكار أسلوب يعتمد على حركة المنحوتات نفسها، ما أدى إلى تركيزه على خلق روابط جديدة بين أعماله، بحيث أصبحت كل منحوتة تُقدم أكثر من عمل فني بتغير العناصر المحيطة بها، وأسلوب الإضاءة، وما إلى هنالك.
وتأثر برانكوزي بمنحوتات الحضارات الآسيوية والإفريقية، بما في ذلك الأسلوب المصري القديم في نحت “المسلات” (العواميد التذكارية).
وُلد برانكوزي في بلدة رومانية عام 1876، لوالد فلاح وأمّ خياطة وعمل في بدايات طفولته كراعٍ للمواشي، لكنه كان يقضي وقته بتشكيل مجسمات من الحصى، وحفر الحجارة للتسلية.
ثم ما لبث أن سرقته هذه اللعبة من عمله، فيئس منه والداه وألحقاه بمدرسة مهنية، ومنها تخرج في كلية الفنون، التي شجعته للسفر إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث قضى معظم حياته، وتحول إلى واحد من أشهر النحاتين في العالم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :