قرآن من أجل الثّورة 138

tag icon ع ع ع

خالص جلبي – الحراك السّلمي السّوري

  • أزمة خطبة الجمعة

خطبة الجمعة مصادرة لثلاث اتجاهات: أولًا الأنظمة التي يتلوها واعظ السلطان. وثانيًا، تيار المتشددين يتلو فيها الخطبة من يشن الحروب من فوق المنبر في خطاب عدواني. وثالثًا، تيار تقليدي ما زال يعيش أيام السلطان العباسي يعقوب أبو الصبر المستمسك بالله متجمدًا في مربع الزمن عام 1498م. وبين هذه الاتجاهات الثلاث توجد أصوات نشاز هنا وهناك تحاصر بسرعة وتعزل بشدّة. والسؤال كيف الخروج من يد فرعون ومن سيشق البحر بعصاه فينفلق بين جبلي المتشددين والاستخبارات.

لتحرير الخطبة من قبضة السلطان وبوق الواعظ جرّب البعض حظّهم بإلغاء صلاة الجمعة كلية بانتظار الإمام الغائب، كما فعلت الشيعة حتى أحياها الإمام الطالقاني من جديد بعد نجاح الثورة الإسلامية. ولكنه دخل جوف المشكلة من جديد من حيث أراد الخروج منها. واليوم لا يخطب في طهران إلا خطبة واحدة تنطق باسم نظام شمولي واحد يرتدي عباءة الأئمة الاثني عشر. وإما بمحاولة مزاحمة واعظ السلطان بالتحدث مباشرة إلى جمهور مخدر عسى أن يفيق. ولكنها محاولة مكتوب عليها الفشل باعتراض واعظ السلطان، وجاهزية رجال المخابرات، وجمهور مشلول بالرعب.

آن الأوان لثلاث أمور: تعددية الخطباء وصولًا لتعددية الآراء، وتحريرها من قبضة وعاظ السلاطين ومصادرة المتشددين، واعتماد أدعية الرحمة والمغفرة وتفاهم الناس أكثر من قتالهم وتدمير العالم، واستبدال أدعية العصر العباسي بأدعية تناسب العالمية وتعايش الثقافات وتناول موضوع المرأة بما يتجاوز اللباس. والتغيير الكلي لمضمون الخطاب بما يمكن التحدث به في أي منبر بما يسمح تناقله في المحطات الفضائية لمئات الملايين من المسلمين المتعطشين للمعرفة والوعي، والإنصات له من الآخرين فيحدث لهم كما حدث للجن حينما سمعوا القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا *يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} (سورة الجن، 1-2) ولكن المسلمين ودّعوا الرشد منذ أيام الراشدين.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة