يرسم خالد حسيني، الأمريكي الأفغاني الأصل، روايته من خلال العلاقة بين «أمير» البشتوني السنّي، و»حسان» الهازاري الشيعي، ويوائم بين سرد مراحل قصة الطفلين، ليبين تاريخ الهزائم التي تعرضت لها أفغانستان بعد انقلاب الجمهوريين على الملك محمد ظاهر شاه، ثم الانقلاب الشيوعي ضد محمد داود خان، ليتدخّل السوفييت وقتها عسكريًا لصالح هذا الانقلاب، فتبدأ بذلك أفغانستان مرحلة انحطاطها الاجتماعي والثقافي، في ظل معاناتها من سوء معاملة الروس، ثم تتدخل طالبان بعد طرد الروس، بكل ما سعت له من تطبيق خاطئ للشريعة الإسلامية، ومجازر وحشية، فقاموا بـذبح الهازارا في «مزار شريف» في حربهم ضد من يخالفهم هويتهم الدينية، ورجم المحصنات، وفرض الحجاب، ومحاولتهم تطهير أفغانستان من تماثيل بوذا، ومنعهم مسابقة الطائرات، مرورًا باستباحة الطفولة، كما صورها الكاتب عندما اغتصب «آصف» «حسان» الهازاري أمام صديقه «أمير»، ليبين له دنو النظرة إلى الهازاريين، وكل ذلك بشكل أعاد أفغانستان إلى عصور ما قبل الجاهلية.
يسرد الكاتب الرواية بحبكة أدبية ملفتة للنظر، وجذابة، ويرسم الفروقات الطبقية في ذاك المجتمع، وما جرى فيه من صراعات إثنية (البشتون والطاجيك، والأوزبك والهازارا)، مع تصوير لبعض لحظات الاندماج، كما حصل مع «حسان» و»أمير» عندما رسما على جذعي الشجرة أنهما أمراء في كابول.
دون أن ينسى الكاتب تصوير حال المهجرين بين من عانى ويلات الحرب والتهجير، وآخر لم يشعر بوطأة الاغتراب، فتابع دراسته كما «أمير»، وغيره حتى دون تذكر «نوستالجيا»، وكثر تمسكوا بهويتهم، واصطحبوها معهم في كل أماكن ترحالهم، بكل عاداتهم وتقاليدهم، وأعيادهم الشعبية، واستخدامهم للغتهم الأم في محاولة منهم لمقاومة الغربة، ومنع ذوبان هويتهم، بعد تحطم أحلامهم مع مدينتهم الأم.