يلتقي مشاهدو فيلم “the machinist” مع “ترافور رزينك” الذي أدى دوره كريستيان بيل، بعد عام من معاناته من الأرق، ووصوله إلى حد مرعب من نحافة الجسد.
“ترافور” يعمل ميكانيكيًا في أحد المصانع، لكن شيئًا مبهمًا يدور في حياته يمكن للمشاهد ملاحظته بسرعة، فالرجل نحيل بشكل مرضي، شاحب الوجه، وشارد على الدوام.
وبالإضافة لذلك يبدو في منزله شخصًا ضعيف الذاكرة بشكل مرعب، إذ غالبًا يضطر إلى وضع أوراق حوله تذكره بما عليه أن يفعله.
وبسبب هذه المواصفات يقع “ترافور” في خطأ فادح، ويتسبب ببتر ذراع صديقه في العمل، ومن هنا تبدأ الأحداث بالتشابك والتعقيد.
فبدل أن يدفعه الحادث لمراجعة طبيب نفسي مثلًا، والإفصاح عن عدم نومه لعام كامل، يبدأ الرجل باتهام الآخرين بالتآمر عليه لجعله أضحوكة، ثم التخلص منه فيما بعد.
أول خطوط حل الغموض الممنوحة للمشاهد من قبل المخرج براد أندرسون، ومؤلف العمل سكوت كوسار، هي رؤية “ترافور” لعامل معه في المصنع، لا يستطيع أحد سواه رؤيته.
لكن الميكانيكي لا ييأس ولا يستسلم، بل يقرر البحث عن الرجل الخفي، وكشف المتواطئين معه، ما يدفعه لخسارة جميع الناس من حوله، حتى أقرب الناس إليه، ظنًا منه أنهم يدبرون له مكيدة ما.
ومع ظهور ملاحظات لم يكتبها “ترافور” بيده، يغدو الأمر جنونيًا بشكل بحت، حتى يعتقد المشاهد أن البطل منفصم الشخصية.
الفيلم يتحدث عمومًا عن عقدة الذنب، وبالرغم من غموضه، ونهايته القابلة للتأويل، إلا أنه متماسك ويقدم صورة وافية تسمح لكل مشاهد بتبني تفسيره الخاص حولها.