تعا تفرج
ماذا قال عبد الجليل السعيد؟
خطيب بدلة
وأنا أقرأ، في صحيفة عنب بلدي، سيرةَ المعارض السوري عبد الجليل السعيد الذي التقى بأفخاي أدرعي، انتابتني حالةٌ من تذكر الأشياء المضحكة المبكية التي كانت تجري على مسرح الواقع السوري الهزلي، قبل الثورة وأثناءها.
جاء في السيرة أن الشيخ عبد الجليل السعيد كان من المشاركين في الحوار الوطني الذي شهدته المحافظات السورية، حلب، 17 أيلول سبتمبر 2011، وقد أطلق، في مداخلته، تلك الأكذوبة الظريفة التي كانت شائعة في البلاد السورية إذ قال: كلنا نحب الرئيس والحزب! وقال، أثناء الحوار، صراحةً: تعالوا نتفق أن الرئيس مقدس ونحكِ ما دون الرئيس!
وأما الأكذوبة الثانية فقد أطلقها كبير الكذابين الإسلاميين السوريين الشيخ أحمد بدر الدين حسون حينما قال إنه لا يوجد على ملاك وزارة الأوقاف شخص اسمه عبد الجليل السعيد!
في وقت مبكر من عمر الثورة السورية، وبالتحديد يوم 30 آذار مارس 2011، أعلن بشار، وريث حافظ الأسد، بوضوح تام، منهج عصابته في مواجهة الثورة، وهو المزيد من القمع، وحينما قال بتلك النبرة الحاقدة: إذا فرضت علينا الحرب فأهلًا وسهلًا بها، قاطعه بعض أعضاء مجلس التصفيق والدبكة بالهتاف والتعييش وإلقاء الأبيات الزجلية الحماسية، ليقينهم بأن هذا هو الحل المجدي الوحيد مع أولئك السوريين الذين يشقون عصا الطاعة على سلالة حافظ الأسد الإجرامية.
ومع ذلك، خرج رجال المخابرات، بعد خطاب التحدي، على الناس، بنغمة نكريزية مفادها أن الرئيس تذكّر، في هذه اللحظة التاريخية، أنه كان مقصرًا في لقاء جماهير شعبنا العربي السوري الكادحة، وأن فروع الحزب والمخابرات المنتشرة في أنحاء البلاد والقوادين السياسيين المتقاعدين، سيقومون بتشكيل وفود ذات طبيعة تخصصية، يركب أعضاؤها البولمانات المكيفة ويسافرون إلى دمشق، حاملين في حقائبهم ما فتح الله ورزق من الشكاوى، وحكايات الفساد والبَلْص والاستغلال والسرقة والنشترة والتشبيح التي كانت تمارسها قطعان المخابرات الداشرة على الناس خلال إحدى وأربعين سنة من حكم السلالة، بقصد أن يعرضوها على السيد الرئيس الذي، بدوره، سيستمع إليها من حضراتهم بصبر يبعث على الضيق، ويبدأ، على الفور، بإطلاق توجيهاته التي تتضمن وقف الأعمال الإجرامية لهاتيك القطعان، وتأمر بوضع النقاط على الحروف، والفواصل بين الكلمات، وإعادة الحقوق لأصحابها، ومعاقبة كل من سولت له نفسه الأمارة بالسوء أن يعتدي على مواطن شريف أو غير شريف في هذا القطر المعطاء، وبأثر رجعي إكرامًا لخواطركم.
كانت دبابات الجيش العربي الباسل ومدافعه وراجمات صواريخه تدك معاقل المدنيين في حمص ودرعا وجسر الشغور وبانياس ودوما وجبل الزاوية، وفي الوقت نفسه كان أبناء شعبنا الطيب المعطاء يسهرون الليالي وهم يجهزون المطالب التي سيعرضونها على السيد الرئيس في قصره، ثم يذهبون ليسلموها لرجال المراسم في القصر الجمهوري، ويتسلمون منهم التعليمات الخاصة بمقابلة السيد الرئيس، وأهمها الإصغاء التام، لا سيما وأن هذا الرئيس المناضل قد وجد في هذه اللقاءات فرصة نادرة لعرض سفسطاته الكلامية وفذلكاته التافهة على أبناء هذا الشعب الغلبان!
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :