عنب بلدي – حماة
اختتمت منظمة “الرحمة بلا حدود” دوراتها التدريبية ضمن مجال الدعم النفسي الاجتماعي، في الثامن من شباط الجاري، داخل مركز “تجمع الكفاءات للتدريب والتأهيل” في قلعة المضيق، غربي حماة، واستهدفت عددًا من الموظفين والعاملين في المنظمات الإنسانية والمدارس والروضات.
وتركزت محاور الورشات التدريبية، التي استمرت على مدار شهر، على تعزيز قدرات ما يزيد على 80 متدربًا ومتدربة، في جملة من المواضيع، أبرزها: الإسعافات النفسية الأولية، المعايير الدنيا لحماية الطفل، والعناية الذاتية، كما تضمن التدريب جلسات تعريفية بأهم أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي وآليات تطبيقها، كبناء الثقة والاتصال الفعال وترسيخ القيم الإيجابية في ذهن الأطفال.
خالد رعدون، مدير “تجمع الكفاءات”، قال لعنب بلدي إن التعامل مع المتدربين “كان كما لو كانوا أطفالًا، في محاولة ترسيخ المعلومات الجديدة في
خصصت بعض الأيام خلال التدريبات لعقد جلسات حول طرق توعية الأطفال من مخاطر مخلفات الحرب وكيفية تجنبها، وفق رعدون. |
أذهانهم ورفع قدراتهم في مجال التعامل مع الطفل”.
واعتبر أن أهمية الورش التدريبية، تكمن في معرفة الآثار النفسية التي تخلفها الحرب والصراعات في نفس الطفل، كالخوف المستمر والاضطرابات الانفعالية الحادة، واضطرابات الاكتئاب الشديد والاضطرابات ثنائية القطب، وصولًا لمعرفة السبل الصحيحة ومعالجة تلك الآثار.
مستفيدون يقيّمون الورشات
أجرت عنب بلدي استطلاعًا بين بعض المتدربين والمتدربات ممن حضروا الدورات التدربية، وقال المدرس إياد الدوري، “تمكنا من بناء مهارات كانت لدينا ولكن بمستويات متواضعة”.
عززت الدورات طرق وأساليب التعامل مع الأطفال، وفق إياد، الذي أضاف أنها “مكنت من ملامسة شخصياتهم وتحليل مشاكلهم النفسية والاجتماعية، ثم الانتقال إلى مساعدتهم على تجاوزها من خلال تفعيل قدراته المحببة لديهم”.
ووفق المدرس، فإن الدورات “أسهمت ببناء جسر ثقة مع الطفل”، مشيرًا إلى أن العديد من التلاميذ لديه “أذكياء ولكنهم رهناء للخوف، وهذا ما أعمل على بتره من خلال الخبرة العملية التي اكتسبتها في الورشات”.
“بإمكاني تنشيط أي طفل، والتفاعل مع التلاميذ في المدرسة بشكل أفضل، كما اختفى التوتر الذي كنت أعاني منه في وقت سابق”، ختم إياد حديثه، مؤكدًا أن الورشات “دمجت المتدربين والمتدربات بفريق متكامل، وانسحب أثرها على التعامل مع المجتمع المحيط”.
معلومات المتدربة ندى عبد الكريم حول الدعم النفسي، كانت “ضحلة”، وخاصة أن الموضوع خارج تخصصها الدراسي، كما قالت لعنب بلدي، مشيرةً إلى أنها “تعلمت الكثير عن المادة العلمية والتعريفات ومستويات وطرق تقديم الدعم والأنشطة، إلى جانب تيسير جلسات النقاش المركزة لتكون ناجحة”.
وبحسب ندى، فإن محور “العناية الذاتية” في الورشات أثر على حياتها الشخصية، إلى جانب عملها مع الأطفال، مؤكدة أنها بدأت بتطبيق ما تعلمته عقب انتهاء الدورة.
مع تزايد انعكاس المشاكل النفسية على المجتمع كان لزامًا تلبية الدعوة والمشاركة في الدورة، وفق المتدرب حسن الآمين، الذي قال، “أصبحت لدينا مهارات أوسع، وغدا كل متدرب قادرًا على الاحتكاك مع الحالات التي درسناها خلال الورشات”.
تصف “الرحمة بلا حدود” نفسها بأنها منظمة غير ربحية مسجلة في الولايات المتحدة، وعملت منذ تأسيسها عام 2012 لتلبية الاحتياجات الإنسانية للأيتام والأرامل واللاجئين ومنهم السوريون، بغض النظر عن العمر والجنس والعرق والدين، وفق إدارتها.