يمزج كتاب “الفيلموسوفي نحو فلسفة للسينما” بين الحكمة التي سعى إليها الإنسان منذ نشأته، وبين تقنيات التصوير التي توصل إليها بعد آلاف السنين من الجهد لبناء حضارته.
فالفلسفة التي تعني حب الحكمة بمعناها الأساسي المقتبسة منه، سعت دومًا لفهم الحقيقة وتعريفها، ومنذ أن ظهر التلفاز لأول مرة في التاريخ، أصبحت الحقيقة مرادفة لما يمكننا أن نراه ونسمعه، ودومًا كانت الصورة هي العنصر الأساسي في هذه المعادلة.
بالاعتماد على هذه الفكرة يبني مؤلف الكتاب دانييل فرامبتون، نظريته التي لا تدعو إلى تحليل السينما عن طريق الفلسفة، بل إلى رؤية العالم من وجهة نظر سينمائية.
ولا يكتفي فرامبتون بهذا الطرح، بل إنه يقترح تقبلنا لفكرة فهمنا للعالم عن طريق أي عمل بصري، سواء كان فيلمًا أم صورة أم أي عمل يعتمد على الرؤية البصرية.
ويستند فرامبتون في طرحه هذا إلى تقنيات التصوير نفسها، إذ يعمل المصور أو المخرج على فرض المثال على “تأطير” الصورة أو المشهد، ما يحدد العناصر التي سيراها المشاهد، والتي سيبني عليها موقفه بالتالي.
وحتى داخل الصورة المؤطرة يتم تشكيل ما يسمى بـ “بؤرة التركيز”، أي ما سيركز عليه المشاهد تحديدًا من بين كل العناصر التي تحتويها الصورة.
ومع دعوة فرامبتون لفهم نظرتنا إلى العالم عبر هذه التقنيات، التي باتت هي حاملة الحقيقة، يتوقع الكاتب أننا سنكون أكثر إدراكًا للأسباب التي تدفعنا لتبني مواقف معينة دونًا عمّا سواها.
الكتاب صدر عن المركز القومي للترجمة، بعد أن نقله للغة العربية أحمد يوسف، ويتألف من جزأين يحتويان على عشرة فصول، موزعة على قرابة 370 صفحة، ويضم دليلًا بأسماء الأفلام التي اعتمد عليها الكتاب في طرح نظريته.