دعت المملكة المتحدة البريطانية إلى توقيع معاهدة أمنية جديدة مع الاتحاد الأوروبي، تشمل التعاون في المجالين العسكري والمخابراتي، بالإضافة إلى “مكافحة الإرهاب”.
ودعت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، خلال مؤتمر ميونخ للأمن، إلى دخول المعاهدة حيز التنفيذ العام القادم، وفق ما نقلت عنها وكالة “رويترز”، اليوم السبت 17 شباط.
وتأتي دعوة أمامي أمام مسؤولين أوربيين وأمريكيين حضروا المؤتمر بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي، ما تبعه تغيير في العديد من الاتفاقيات السابقة التي كانت بريطانيا جزءًا منها.
وتحتاج بريطانيا والاتحاد الأوروبي التوصل إلى شراكة، تكون بمثابة سبيل لتوحيد الجهود من أجل تحقيق أفضل تأثير عندما يتعلق الأمر بالمصلحة المشتركة، وفق ما صرّحت ماي.
وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خسرت لندن عدة امتيازات منحها إياها الاتحاد، من ضمنها استقبالها لمقرات منظمات عالمية، مثل الوكالة الأوروبية للأدوية، والهيئة المصرفية الأوروبية، اللتان ستغادرانها في آذار 2019.
وفازت العاصمة الفرنسية باريس باستضافة مقر الهيئة المصرفية الأوروبية، التي شاركها في المنافسة عليها ثماني دول أخرى.
فيما فازت العاصمة الهولندية أمستردام باستضافة الوكالة الأوروبية للأدوية، التي شاركها بالمنافسة عليها 16 مدينة أوروبية أخرى.
وبمقابل الالتزامات الاقتصادية الكبيرة للفائزين اتجاه الوكالات المنتقلة، ستحظى هذه المدن بأهمية اقتصادية أكبر، نظرًا لتحولها إلى مقر لوكالات عالمية.
كما أدى الانسحاب من الاتحاد إلى تغيير في بعض الاتفاقيات التي تتعلق بالهجرة، كاتفاقية “لوتوكيه”، التي تقضي بمراقبة فرنسا للهجرة غير الشرعية على الحدود المشتركة مع بريطانيا.
وطالبت فرنسا باستقبال بريطانيا للمزيد من اللاجئين، وتخصيص عشرات الملايين من اليورو من أجل هذا، وإلا فإن البلدين سيعودان للعمل بحدودهما على طرف “القنال الإنجليزي” (جزء من المحيط الأطلسي يفصل بين فرنسا وبريطانيا).
وتراقب فرنسا الهجرة غير الشرعية إلى أراضي جارتها البريطانية، بموجب اتفاقية “لوتوكيه”، الموقعة عام 2003، لكن موجات الهجرة الضخمة عام 2015، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، دفعا الاتفاقية إلى واجهة المفاوضات من جديد.