دخلت منطقتا عفرين ومنبج دائرة التفاهمات الدولية في الساعات الماضية، بالتزامن مع لقاء تركي- أمريكي، قابله إعلان القوات الكردية نيتها بدخول قوات الأسد إلى مناطقها في عفرين.
وطرحت صحيفة “الشرق الأوسط” خطة محاصصة دولية للمنطقتين اليوم، السبت 17 شباط، وقالت فيها إن ملامح تفاهمات دولية- إقليمية بدأت لتوزيع شمالي سوريا، بحيث تنتشر قوات أمريكية- تركية في مدينة منبج، مقابل “وجود رمزي” لقوات الأسد في مدينة عفرين برعاية روسية.
ونقلت عن قيادي في “وحدات حماية الشعب” (الكردية) أنهم أبلغوا رئيس مكتب الأمن القومي للنظام السوري، اللواء علي مملوك، بقبول “دخول قوات سورية رمزية للجيش ومؤسسات أمنية إلى وسط عفرين، كما هو الحال في مناطق أخرى (القامشلي والحسكة شرق نهر الفرات)”.
وقال المسؤول “يبدو أن موسكو التي رفضت التعاون قبل أسبوعين، وافقت على صيغة جديدة تسمح بوجود الدولة في عفرين، ويتوقع أن تتوجه عناصر من قوات النظام من حلب إلى عفرين في الساعات المقبلة”.
ويأتي حديث المسؤول الكردي بعد معلومات نشرتها مصادر موالية للنظام السوري أفادت باشتراط النظام دخول عفرين بالسيطرة الكاملة على المنطقة، وتسليم السلاح الثقيل له في المنطقة.
وكانت “الوحدات” حددت موقفها من دخول قوات الأسد إلى عفرين بأنه لا مانع لديها، واعتبرت أن هذه العملية تندرج ضمن الحفاظ على أراضي الدولة السورية.
وبالتزامن مع تطورات عفرين، طرحت تركيا أمس الجمعة خطة لنشر قوات مراقبة مشتركة تركية- أمريكية للانتشار في مدينة منبج، وذلك بعد انسحاب القوات الكردية منها إلى شرق نهر الفرات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر تركية أن روسيا يعتقد أنها جزء من هذا الحوار، خاصةً أن قواتها تنتشر في منطقة العريمة في ريف منبج، مقابل القوات الأميركية المنتشرة في المدينة.
وقال مسؤول تركي لوكالة “رويترز” أمس إن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تلرسون، وعد الجانب التركي بدرس اقتراح نشر قوات مشتركة في منبج، وذلك ضمن التفاهمات لعودة الأمور طبيعية بين الطرفين.
وأوضحت المصادر التركية لـ “الشرق الأوسط” أنه في حال نفذ الاتفاق التركي- الأمريكي في منبج سيكون خطوة لاستعادة الثقة والقيام بخطوات أخرى بين الجانبين، تشمل التنسيق الكامل في العمليات العسكرية شمالي حلب بين القوات الأميركية و”درع الفرات” بين منبج واعزاز وجرابلس.
إضافة إلى الانتقال إلى البند اللاحق المتعلق في بحث إقامة شريط أمني شمال سوريا على طول حدود تركيا.
وذكرت المصادر أن موافقة الجانب الأمريكي على ذكر “رفض التغيير الديموغرافي”، سيكون أساسيًا في التعاون بين الجانبين في منطقة شرق نهر الفرات الخاضعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وفي مطلع 2017 الماضي سلمت “الوحدات” قوات الأسد قرى تقع على خط التماس مع فصائل “الجيش الحر”، غربي مدينة منبج، وأعلن المجلس العسكري في المدينة حينها أن عملية التسليم جاءت بالاتفاق مع الجانب الروسي.
كما انتشرت فيها قوات روسية وأخرى أمريكية بالتزامن مع تهديدات تركية بدخول المدينة العام الماضي.