قالت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” إن حوالي 300 رجل يعملون لصالح شركة روسية مرتبطة بالكرملين، إما قتلوا أو أصيبوا في هجوم دير الزور الأسبوع الماضي.
إجلاء القتلى والجرحى من سوريا
وقدر طبيب روسي عدد القتلى الروس بنحو 100، بحسب ما ذكرت الوكالة اليوم، الجمعة 16 شباط، بينما قال مصدر يعرف العديد من المقاتلين إن عدد القتلى تجاوز 80.
وأكدت المصادر المطلعة أن المصابين، الذين جرى إجلاؤهم من سوريا في الأيام القليلة الماضية، نقلوا إلى أربع مستشفيات عسكرية روسية.
ويعد هذا العدد أكبر عدد من القتلى الروس، يسقط في معركة واحدة منذ وقوع اشتباكات ضارية في أوكرانيا في 2014 وحينها قتل أكثر من 100 مقاتل.
واستقبل المستشفى العسكري في موسكو، حتى مساء السبت أكثر من 50 من هؤلاء المصابين، 30% منهم، إصاباتهم خطرة بحسب تصريحات الطبيب الذي يعمل في المستشفى وشارك في علاج المصابين منهم.
كما أشار أشخاص شاركوا في اشتباكات دير الزور لمصدر مطلع، إلى أن أكثر من 80 متقاعدًا روسيًا قتلوا هناك.
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية أعلن، في 7شباط، تصديه لهجوم “غير مبرر” نفذه المئات من أفراد قوات موالية للأسد، على “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد).
وعقب ذلك استهدفت طائرات تابعة للتحالف قوات تابعة للنظام السوري في محافظة دير الزور.
ونفى الكرملين، في تصريحات له اليوم، علمه بأي معلومات جديدة عن خسائر عسكرية روسية في سوريا.
وتضاربت الأنباء حول عدد القتلى الروس، في حين نفت روسيا وصول أعدادهم إلى العشرات أو المئات معتبرة ذلك “تضليلًا”.
وأشارت روسيا على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس أن المعلومات الأولية تشير إلى أن خمسة من المواطنين الروس قتلوا في المعركة لكنهم ليسوا من القوات الروسية.
وأكدت شبكة “سي ان ان” الأمريكية أن المقاتلين يعملون لشركة اسمها “فاغنر” التي أرسلت المئات من الروس إلى سوريا.
المتقاعدون الروس من المقاتلين
وأكد رئيس الفرع المحلي لمنظمة “كوساك” شبه العسكرية، يفجيني شاباييف، والذي له علاقات بالمتقاعدين العسكريين الروس، أنه زار الأربعاء معارف له أصيبوا بسوريا في المستشفى العسكري التابع بوزارة الدفاع في منطقة خيمكي الواقعة على مشارف موسكو.
وأضاف شاباييف أن المصابين أبلغوه أن وحدتي المتقاعدين الروس المشاركتين في المعركة قرب دير الزور تتألفان من 550 رجلًا، وأن ما يقارب 200 من هذا العدد لم يقتلوا أو يصابوا.
وينفي المسؤولون الروس نشر متقاعدين عسكريين من القطاع الخاص في سوريا، مؤكدين أن الوجود الروسي يقتصر على الضربات الجوية وقاعدة بحرية ومستشارين عسكريين لتدريب القوات العسكرية بالإضافة إلى عدد “محدود” من جنود القوات الخاصة.
وبرر شاباييف عدد القتلى المرتفع لعدم وجود غطاء جوي لهذه القوة، ولأن من هاجمها لم يكونوا مسلحي المعارضة “بتسليحهم الضعيف” بل قوة “جيدة التسليح” استطاعت شن ضربات جوية.
وتستخدم روسيا المتقاعدين في سوريا، وفقًا لمطلعين عن قرب، لتوظيفهم نظرًا لأن ذلك يسمح لموسكو بنشر مزيد من القوات على الأرض دون المجازفة بالجنود النظاميين الذين يتعين الإعلان عن مقتلهم.
ومعظم المتقاعدين الروس، بحسب المصدر المطلع، هم عسكريون سابقون، ينفذون المهام الموكلة لهم، إلا أن البعض منهم يحمل جوازات سفر أوكرانية وصربية.
وأضاف المصدر أنه فور القصف لم يرد المتقاعدون على مصدر النيران، لأنهم خشوا أن يدفع ذلك التحالف لتوجيه مزيد من الضربات.
وسبق أن نشرت “رويترز” تقريرًا التقت فيه بأقارب وأصدقاء متقاعدين روس قتلوا خلال معارك في سوريا، وقدرت أعدادهم أكثر من أربعة أمثال العدد المعلن من وزارة الدفاع الروسية، ومؤكدة أن بينهم متقاعدين روس.
إلا أن روسيا نفت تقرير “رويترز” السابق، ووصفته بـ “الكاذب”.
–