“the truman show”.. البحث المضني عن الحقيقة
يُقدم فيلم “the truman show” (عرض ترومان) قصة مرعبة في إطار كوميدي، ذات أبعاد فلسفية ونفسية طالما أنهكت الإنسان عبر العصور، هل الحياة التي نعيشها حقيقة صرفة؟
الفكرة التي يقدمها المخرج بيتر وير في فيلمه، الذي أدى دور البطولة فيه جيم كاري، تدور حول إنسان يدعى ترومان، جرى اختياره ليكون موضوع برنامج تلفزيوني واقعي، لكن بسرية تامة، ودون علم أو موافقة منه، ليعيش 29 عامًا من حياته حيث يبدأ الفيلم، محاطًا بممثلين محترفين، بمن فيهم والداه وزوجته وأفضل أصدقائه.
يعيش ترومان في استديو ضخم تم تصميمه خصيصًا لاحتضان حياته الوهمية، حيث يشاهده ملايين البشر حول العالم، في بث مباشر على مدار 24.
وهنا يظهر أن المخرج لم يبن عالمًا خياليًا لترومان فقط، بل للمشاهدين أيضًا، إذ لا يمكن تقبل فكرة وجود قسوة بشرية معلنة ومُتفق عليها إلى هذا الحد، الذي يسمح بمنح إنسان حياة مزيفة لمجرد التسلية فقط.
وبغض النظر عن المعاني المجازية التي استخدمها المخرج، تبقى الإسقاطات مشابهة إلى حد كبير جدًا مع عقد الارتياب التي يعاني منها السواد الأعظم من الناس حول العالم.
يتوهم الإنسان أن الآخرين متآمرون عليه، يكنّون له الكره، ويحاربون نجاحه، وفي مراحل متقدمة من هذا الارتياب يصعب على الفرد تصديق ما يراه أو يسمعه، ويبحث دومًا عن تفسير خفي للأحداث التي يعيشها.
في حالة “ترومان” نقل المخرج الارتياب من حالة الوهم إلى الواقع، لكن الملفت للنظر هو قدرة الضحية على تحطيم الحقائق التي تم تلقينه إياها، متحملًا تبعات ذلك من ألم وصدمة، بحثًا عن حقيقة صرفة تضع حدًا للشك.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :